تحت ضغوط أمريكية يدرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقترح واشنطن ببدء محادثات بين إسرائيل والفلسطينيين تكون علي مستوي أقل من استئناف كامل لمفاوضات السلام. ونقل راديو «سوا» الأمريكي عن مسئول فلسطيني قوله إن المبعوث الأمريكي جورج ميتشل عرض خلال زيارته الأخيرة للمنطقة مقترحا جديداً علي الرئيس عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يهدف لتهيئة الأجواء من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين. وأوضح المسئول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن مقترح ميتشل تضمن خمس نقاط وهي أن توقف إسرائيل اقتحاماتها لمناطق تخضع للسيطرة الفلسطينية وأن يسمح للسلطة الفلسطينية وأفراد أمنها بالدخول إلي مناطق أخري وأن يتم اطلاق سراح أسري فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. كما ينص مقترح ميتشل علي تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجبيها إسرائيل إلي السلطة الفلسطينية بشكل منتظم وكل شهر وأن تسهل تل أبيب ادخال المواد الغذائية ومواد البناء إلي غزة. وبحسب المسئول الفلسطيني فإن رد نتانياهو كان المطالبة بلقاء عباس لبحث هذه القضايا ليتم تتويج اللقاء بالإعلان عن التوصل إليها إلا أن الرئيس الفلسطيني رفض هذا الأمر وطالب أن تنفذ إسرائيل مقترحات ميتشل أولا لأنها التزامات علي إسرائيل وسنعتبرها بوادر حسن نية. فيما نفي مسئولون إسرائيليون معرفتهم ببعض تفاصيل المقترح الأمريكي مثل مسألة الأسري إلا أنهم أشاروا فقط إلي محادثات علي مستوي وزاري من أجل تقريب وجهات النظر بشأن القضايا الأساسية موضع الخلاف. بدوره اتهم نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الولاياتالمتحدة بممارسة الضغوط علي القيادة الفلسطينية من أجل استئناف المفاوضات مع إسرائيل دون وقف الاستيطان، مؤكدا أن أي خطوة في هذا الاتجاه «ستكون عبثية وستشكل غطاء للاستيطان الإسرائيلي». وقال شعث في بيان صحفي أمس إن هناك ضغوطا تمارسها الإدارة الأمريكية ومبعوثها جورج ميتشل علي الرئيس عباس، وذلك من خلال الإصرار علي استئناف المفاوضات دون وقف الاستيطان ورفع الحصار عن غزة ووقف تهويد القدس والالتزام بالمرجعية المتفق عليها. أضاف أن هناك تهديدا دائما من واشنطن للفلسطينيين بأنهم سوف يضيعون «فرصة ثانية» ويتيحون الفرصة لإسرائيل لممارسة ضغوطها علي أرض الواقع بدون أي تدخل أمريكي. وشدد شعث علي أن التهديدات الإسرائيلية باجتياح غزة والضغوطات الأمريكية علي القيادة لن تدفع الفلسطينيين للدخول في مفاوضات مع إسرائيل في ظل الاستيطان، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية ستبقي صامدة ولن تتراجع عن ثوابتها. وكشف شعث عن أن القيادة الفلسطينية باتت علي قناعة بأن إدارة الرئيس أوباما رضخت لضغوط لوبي المحافظين الأمريكيين بقيادة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وترفض الضغط علي إسرائيل مقابل سماح ذلك اللوبي في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين السماح لأوباما بتحقيق برنامجه علي الصعيد الأمريكي الداخلي.