يبدو أن بطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين في أنجولا، ستكون بطولة الأحداث المؤسفة من بدايتها وحتي نهايتها.. فبعد حادث الاعتداء علي بعثة منتخب توجو ومقتل ثلاثة من أعضائها، ثم انسحاب الفريق من البطولة.. قفزت أزمة جديدة في أجواء البطولة، وهي الخاصة باحتجاج مالي علي نتيجة مباراة أنجولا البلد المضيف والجزائر، والتي انتهت بتعادله السلبي، وصعودهما معًا إلي دور الثمانية. بعثة منتخب مصر اتهمت فريقي أنجولا والجزائر بالتواطؤ معًا، حتي لا يتأهل منتخب مالي الذي أحرج فريق أنجولا في مباراة الافتتاح 4 - 4، وفاز في مباراته الأخيرة علي مالاوي 1/3 الذي سبق أن قهر الجزائر 0/3، وبذلك يكون منتخب مالي، هو الأفضل والأحق بالتأهل لدور الثمانية، لأن رصيده من الأهداف أفضل من الجزائر، له 6 وعليه 6 بينما منتخب الجزائر له 1 أو عليه 3. وبإدانة جزائرية لفريق الخضر، اعترف نجم الجزائر السابق محمود قندوز في تصريح لجريدة الهداف، أنه كان يتمني أن يخرج منتخب بلاده من الدور الأول للبطولة الأفريقية، علي أن يتأهل بطريقة غير مشرفة.. واتهم فريقي الجزائر وأنجولا، بأنهما متواطئان، خاصة خلال العشرين دقيقة الأخيرة، التي خلت من اللعب تمامًا. وفي إطار الأزمة نفسها.. ترددت أصوات في الأوساط الكروية الجزائرية، بأن الاتحاد المصري يقف وراء احتجاج منتخب مالي علي النتيجة، لتشويه صورة المنتخب الجزائري. ومعلوم مقدمًا أن الاحتجاج المالي سيكون مصيره الحفظ، لأن لن يجرؤ أحد علي إدانة منتخب البلد المضيف، وبالتالي، لا إدانة للطرف الآخر الجزائر.. وسواء اتفقنا علي أن هناك تخاذلاً وغياباً لمبدأ اللعب النظيف في هذه المباراة.. فإن الفريقين سيلعبان في دور الثمانية مساء الأحد، حيث يلتقي منتخب أنجولا بقيادة مانويل جوزيه مع غانا، ويلعب الخضر بقيادة سعدان أمام أفيال ساحل العاج.. وهنا سوف يكشف الفريقان المتهمان بالتخاذل عن مستواهما الحقيقي، في مباراتين لا تقبل أي منهما القسمة علي اثنين، كما حدث في المباراة التي أثارت جدلاً، ووصفها البعض بأنها عار علي بطولة الأمم الأفريقية. الطريف أن الإعلام الجزائري، اتخذ توابع هذه المباراة بتصعيد المواجهة مع نظيره المصري، وإعادة خلق الأجواء المتوترة التي صاحبت مباراتي مصر والجزائر في ختام تصفيات كأس العالم.. وتحسبًا لأن يلتقي المنتخبان مرة أخري في البطولة الأفريقية، إذا نجحا في اجتياز دور الثمانية.