أنجولا وجنوب افريقيا.. مسرحان افريقيان اجتمعا علي حب كرة القدم اذ يشهدان العام الحالي بطولتي كأس الأمم الافريقية وكأس العالم، لكنهما يفترقان في مجال السيطرة علي الجزء الجنوبي للقارة السمراء فبينما تطمح لواندا لهذه المكانة تحاول بريتوريا الحفاظ علي مركزها كقوة اقليمية مهيمنة. في الأسبوع الماضي، توقع موقع "ستراتفور" الاستراتيجي الأمريكي أن تنشأ حرب باردة بين أنجولا وجنوب افريقيا علي الصعيد التنافس السياسي والاقتصادي لبسط السيطرة والهيمنة علي الجزء الجنوبي من القارة الافريقية. وقال مارك شرويدر محلل الشئون الافريقية بالموقع في سياق توقعاته السنوية ان هناك معركة بين البلدين من أجل الهيمنة الاقليمية التي لا تزال من نصيب بريتوريا الأكثر ثراء والتي تملك قاعدة عسكرية وصناعية أقوي حتي الآن إلا أن لواندا تطمح من أجل تثبيت أقدامها في القارة كقوة اقليمية مستندة إلي جهاز أمنها الأكثر فعالية وعوائد صناعة النفط المزدهرة لديها. وتعد أنجولا ثالث أكبر منتج للنفط الخام في افريقيا بعد نيجيريا وليبيا ويقدر حجم احتياطي النفط الذي تملكه بتسعة مليارات برميل في مطلع عام 2008. وتصدر أنجولا 90٪ من نفطها الخام إلي الصين والولايات المتحدة. وتوقع شرويدر أن تنطلق المنافسة بين البلدين برزانة في العالم الحالي مع سعي أنجولا الحثيث للتقارب مع جارتها الجنوبية من خلال صناعتي الماس والنفط، إلا أن هذه السياسة لن تجدي نفعا باعتقاد شرويدر لأن بريتوريا تريد السيطرة علي هذه الموارد وسرعان ما سيندلع الصراع بين البلدين وستدخل فصائل معارضة تقاتل بالانابة عن هذا الطرف أو ذاك بشكل محدود تستهدف في هجماتها شخصيات سياسية فقط ولا تكون حربا مفتوحة كالتي كانت في السبعينيات والثمانينيات. وذكر الموقع الأمريكي أن زيمبابوي تعد مجالا للتنافس الشرس بين أنجولا وجنوب افريقيا اللذين بدآ بالفعل في تحريك حلفائهما في هراري لتسلم مقاليد السلطة عقب رحيل الرئيس الحالي روبرت موجابي الذي تشهد صحته تدهورا شديدا.