لا صوت يعلو فوق صوت منتخبنا الوطني في كأس الأمم الأفريقية المقامة في أنجولا.. شحاتة وأبناؤه ضربوا رقماً قياسياًجديداً بعد تغلبهم علي نيجيريا بثلاثة أهداف مقابل هدف، رغم أن النسور كانوا أصحاب الهدف الأول لكن عزيمة الفراعنة كانت نقطة التحول في المباراة وحولتها إلي فوز ساحق وضع مصر علي قمة مجموعتها، بل أفضل منتخب علي ضوء العروض والنتائج الهزيلة التي قدمتها المنتخبات الكبري المشاركة في البطولة مثل كوت ديفوار ونيجيريا والجزائر والمنتخب الأخير أثبت في مباراته الأولي أمام مالاوي التي انتهت بخسارة الخضر بثلاثة أهداف دون رد أننا كنا الأجدر بالصعود لكأس العالم. «روزاستاد» حرصت علي استطلاع رأي بعض الخبراء في ضربة البداية لمنتخبنا الوطني في أمم أنجولا وتوقعاتهم لباقي المشوار نحو اللقب. في البداية قال أيمن يونس عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة: الفوز علي نيجيريا غير متوقع لأن هناك فارقاً نفسياً كبيراً بين المنتخبين بالإضافة إلي الفارق الجسدي، لكن حسن شحاتة تفوق علي نفسه وحقق إنجازاً جديداً يحسب له بتغييراته الحاسمة وإزالة البعد النفسي السيئ لدي اللاعبين، وهذا سيكون له واقع مؤثر في المباريات المقبلة وسيضعهم علي أول طريق الحفاظ علي اللقب بعد تغلبهم بفارق كبير علي أقوي فرق المجموعة. وأضاف يونس: المباراة المقبلة غداً صعبة جداً لأن منتخب موزمبيق ليست له ملامح محددة، وهذا سيضعنا في مأزق لكن صحوة ضربة البداية أمام نيجيريا سيكون لها عامل نفسي إيجابي لتحقيق الفوز. وأشار يونس: لن نستطيع توقع فرصة منتخبنا الوطني في البطولة لأن المباريات المقبلة صعبة سواء في الدور الأول أو الأدوار المقبلة. لكننا بعد المباراة الأولي لم نستبعد أنفسنا من المنافسة خاصة أن منتخب مصر هو الوحيد بين الكبار في البطولة الذي حقق فوزاً كبيراً من المباراة الأولي.. واستطرد يونس قائلاً: لا توجد مشاكل فنية في صفوف المنتخب وكل ما حدث في بداية اللقاء مجرد رهبة من الطرفين مع فارق الإمكانيات البدنية للاعبي نيجيريا لكن لاعبينا تغلبوا عليها سريعاً والفوز علي نيجيريا جاء معنوياً أكثر من أي شيء آخر لأنه داوي جراح الخروج من كأس العالم وحطم حالة اليأس التي سيطرت علي اللاعبين والجماهير المصرية قبل انطلاق البطولة واللقاء. وأنهي يونس حديثه قائلاً: كل مباراة لها ظروف خاصة بها، ونحن نثق في قدرة لاعبينا علي الصعود للأدوار النهائية والمنافسة علي اللقب وأطالب الجميع بالوقوف خلف المنتخب الوطني ومساندته حتي اللحظات الأخيرة في العرس الأفريقي. أما مجدي عبد الغني عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس لجنة شئون اللاعبين بالجبلاية فقال: ضربة البداية أمام نيجيريا ضربت التوقعات وجعلتنا نعود لعهدنا والثقة في النفس التي تأثرت بخروجنا من كأس العالم، فنحن الآن نطمع في تحقيق إنجاز جديد والفوز باللقب للمرة الثالثة علي التوالي بعد البداية القوية والفوز الكبير علي فريق بحجم نيجيريا في ظل المستوي المتواضع الذي ظهر به أقوي فرق في البطولة مثل كوت ديفوار وأنجولا صاحبة الأرض والجمهور والجزائر الصاعدة لكأس العالم التي أثبتت أننا الأجدر بالوصول للمونديال العالمي. وأشار عبد الغني إلي قوة المنتخب المصري تكمن في عزيمة أبنائه الذين تغلبوا علي أحزانهم سريعاً بالإضافة إلي حنكة الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة الذي أثبت للجميع أنه أفضل مدرب في أفريقيا والأحق بتمثيل مصر في كأس العالم. وأضاف عبد الغني: كان هناك فارق كبير بين منتخبنا الوطني ومنتخب نيجيريا من حيث الاستقرار النفسي واللياقة البدنية، لكن الخبرة والإصرار حسما اللقاء لمستحقيه بصرف النظر عن بعض الأخطاء في بداية اللقاء لكنها كانت بسبب الرهبة الموجودة بين الفريقين وعندما دخلا في أجواء اللقاء، بدأ المنتخب الوطني في تشكيل خطورة علي الخصم أحرز من خلالها ثلاثة أهداف رائعة. وعن مباراة موزمبيق قال: هي مباراة صعبة للغاية لأن منتخب موزمبيق مجهول بالنسبة لنا ويجب التركيز علي تلك النقطة وعدم الاستهتار به، ونحن نحتاج إلي نقاط تلك المباراة لضمان الصعود لدور ال(8) وهذا ليس صعباً في حالة دخول اللقاء بنفس الروح التي ظهرت في مباراة نيجيريا. ومن جانبه قال طه إسماعيل : مباراة منتخبنا أمام نيجيريا تعتبر نقطة تحول في البطولة لأنها المرة الأولي لمنتخب مصر التي يحول هزيمته إلي مكسب بهذا الشكل المشرف وأمام فريق كبير مثل نيجيريا الذي يعتبر من المرشحين للفوز باللقب، وهذا بفضل الكفاح والإصرار من اللاعبين بالإضافة إلي هدف التعادل لعماد متعب الذي كان له دور كبير في المكسب. وعن توقعاته لتلك المباراة قال: الجميع كان متخوفاً لفارق الإمكانيات البدنية بين المنتخبين بالإضافة إلي الحالة النفسية التي كان يمر بها اللاعبون والجماهير بعد الخروج من كأس العالم لكن كل مباراة ولها ظروفها ولاعبونا أثبتوا للعالم جميعاً أنهم الأجدر بالوصول لكأس العالم، وكان هناك عدم توفيق في ذلك وسننافس علي البطولة وقادرون علي الحفاظ علي لقبنا ولكن يجب استكمال المسيرة بنفس النهج في المباريات المقبلة. أما جمال عبد الحميد نجم منتخب مصر السابق وعضو لجنة الكرة بنادي الزمالك فكان له رأي مختلف عن باقي الخبراء حيث قال: إنه كان يعلم أن منتخبنا الوطني سيحقق فوزاً كبيراً علي نيجيريا بل بأكثر من 3 أهداف مبرراً كلامه بأن الفرق الكبري التي تلعب أمامنا دائماً غير محظوظة ونتغلب عليها بفارق كبير والدليل الكاميرون وكوت ديفوار في البطولة الماضية، لأننا نحترم الخصم ونبذل أقصي جهد في تلك المباريات أما الفرق الصغيرة فيدخل اللاعبون بهدوء واستهتار وهو ما يكلفنا الكثير والتاريخ يذكر ذلك. وأشار عبد الحميد: فرصتنا في الحفاظ علي اللقب كبيرة ولكن التوقع مستحيل والفوز علي نيجيريا أعاد الثقة والروح للجميع بالاضافة إلي العزيمة التي يتمتع بها هذا الجيل من اللاعبين يجعلنا نتفاءل بعد تحقيقهم انجازاً جديداً وهو تحويل الهزيمة إلي مكسب كبير أمام فريق قوي. وبسؤاله عن المشاكل الفنية لمنتخبنا الوطني قال جمال: لا توجد أي أخطاء فنية أو نقاط ضعف وما حدث في بداية المباراة من تخبط دفاعي وارد لأي فريق وهي مجرد رهبة في ظل الحالة النفسية التي يمر بها المنتخب لكنها زالت سريعًا وتم ترجمتها إلي أهداف وفوز ساحق علي منتخب كبير مرشح للقب. وعن مباراة غد أمام موزمبيق قال: يجب عدم الإستهانة بهم كما ذكرت سابقًا لأن المنتخبات الصغيرة تقدم أمامنا عروضاً قوية بالاضافة إلي أنه منتخب بلا ملامح لكن الضربة الأولي أمام نيجيريا ترجح كفتنا. فيما أكد مصطفي يونس نجم منتخب مصر السابق أن مباراة نيجيريا كانت مباراة استعادة الثقة في لاعبي مصر وفي الجهاز الفني من جانب الجماهير والإعلام، كما أن المشككين علموا أن حسن شحاتة كان لديه حق في اختياراته. وبعد الفوز الكبير علي نيجيريا ظهر الفارق الكبير بين منتخب مصر ومنتخب الجزائر الذي تأهل لنهائيات المونديال بدون وجه حق لأن عدم تأهلنا كان لظروف خارجة عن كرة القدم فمباراة نيجيريا أوضحت من هم الأفضل في القارة فقد كنا أصحاب التفوق خلال ال (90 دقيقة)، واعتبر يونس المباراة بداية موفقة للفراعنة تمنحهم الثقة للاستمرار علي نفس المستوي ويجب أن نفوز في المباراة المقبلة حتي نصعد مباشرة للدور الثاني، كما اعاد هذا الفوز الهيبة لنا مرة أخري حتي تعمل لنا الفرق ألف حساب. وأضاف يونس إن منتخب مصر الأفضل ضمن الفرق الكبيرة التي شاركت في البطولة مثل كوت ديفوار ونيجيريا والجزائر وبعد هذه المباراة فتح امامنا المجال للتطلع للفوز بالبطولة رغم صعوبتها. وأشار إلي أنه يجب علي لاعبينا الالتزام بتعليمات الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة واستغلال التمريرات الطويلة التي تقربنا من مرمي الخصم. ومن جانبه أكد ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب الناشئين أن الفوز الكبير علي نيجيريا بداية قوية ومشرفة امام فريق كبير له وزنه وأن ابناء شحاتة أدوا مباراة علي أعلي مستوي من الآداء التكتيكي والمهارة وظهرت الحلول الفردية التي يمتلكها لاعبونا خاصة زيدان وذلك خلال شوطي المباراة وخاصة في الشوط الثاني حيث استطعنا الوصول إلي مرمي نيجيريا 11 مرة احرزنا منها هدفين وكان من الممكن أن نحرز أكثر من ذلك، فالعرض الطيب الذي قدمناه بادرة أمل علي أن منتخبنا سينافس علي البطولة بقوة وظهر ذلك خلال اللقاء وتألق أكثر من نجم في المنتخب المصري مثل عصام الحضري وأحمد حسن وكانت تغييرات حسن شحاتة موفقة إلي كد كبير وكسب الرهان بالمجموعة الجديدة وخاصة بالدفع بمحمد ناجي «جدو» الذي يعتبر مكسباً كبيراً لمنتخب مصر. وأضاف ياسين إن منتخب مصر أبهره بالأداء الراقي أمام فريق كبير استطاع الوصول لكأس العالم أربع مرات لذلك فمنتخبنا الوطني يعتبر من أفضل الفرق في البطولة حتي الآن وذلك بفضل الروح العالية وتركيز اللاعبين من أول دقيقة في اللقاء وكذلك الانتشار الجيد والترابط والتنظيم واللياقة البدنية التي استغلها لاعبونا في الشوط الثاني وتفوقوا علي النسور. وأشار ياسين إلي أن هناك بعض نقاط الضعف البسيطة التي ظهرت علي أداء منتخب مصر ولكنها لم تؤثر علي النتيجة مثل تفوق لاعبي نيجيريا في السرعة والقوة في الشوط الأول وكذلك كان هناك قصور في التغطية الدفاعية تسببت في تسجيل الهدف الأول وكانس من الممكن أن تتسبب في هدف ثان. وأكد علي أبو جريشة الخبير الكروي أن المباراة بداية مهمة لنا في البطولة وأمام فريق قوي في حجم نيجيريا وكنا الأفضل في الشوط الثاني من الناحية الفنية والبدنية التي كنا نقلق منها مما يبشر بأننا نستطيع اللعب بمستوي متميز طوال المباراة. وأضاف: إن حسن شحاتة خاض المباراة بتشكيل جيد وكان هناك تنظيم دفاعي جيد في الشوط الثاني واعتمد علي الهجمات المرتدة السريعة عن طريق زيدان ومتعب وأحمد حسن. كما أن التغييرات ساهمت في الحفاظ علي حيوية الفريق وحافظت علي النتيجة. فالبداية جيدة ولكن علينا أن نكمل المشوار علي نفس المستوي لأنه مازال طويلاً فالمباريات القادمة أصعب لأن موزمبيق وبنين لن تعطينا مساحات للتقدم مثل نيجيريا لذلك فلابد أن نضع في الاعتبار التمكن من اللعب في المساحات الضيقة. وتمني أبو جريشة أن يركز لاعبو مصر خلال المباريات القادمة واحترام الخصوم لأنه السبب الأساسي في تفوقنا أمام نيجيريا وتلافي الأخطاء الدفاعية التي أدت إلي حدوث عدد من الاختراقات ولكن الأداء الجيد والروح العالية تجعلنا نفرض نفسنا ونفوز.
