لم يجد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وسيلة لتجاوز إخفاقاته الداخلية ومواجهة تصاعد حركة المعارضة ضده سوي أن يلجأ في كلمته للبرلمان الإيراني أمس إلي تعزيز النزعة الشوفينية لمواطني بلاده مدعيا أنه لا توجد سياسة قابلة للتنفيذ في الشرق الأوسط من دون إيران. نجاد غير المؤهل سياسيا بما يكفي كشف عن تدخلات طهران في شئون المنطقة بقوله: نتمسك بلعب دور رئيسي في إصلاح العالم والمشاركة الفعلية في بنائه مشيرًا إلي أهمية الدور الإيراني في معادلات المنطقة فمن يسيطر علي الشرق الأوسط سيفرض سيطرته علي العالم، الاعترافات الرئاسية تجاوزت ذلك لتكشف عن سعي طهران لتصبح في خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة قوة مؤثرة في العالم وذلك تحقيقا لظهور ما ينتظره وهي الحكومة العالمية للإمام المهدي، الذي يؤمن الشيعة بوجوده حيا وينتظرون عودته! وقال نجاد في خطاب أمام البرلمان إنه لا توجد سياسة قابلة للتنفيذ في منطقة الشرق الأوسط من دون بلاده، متحديا الغرب بالقول ان الظروف الداخلية في ايران ممتازة زاعما وجود وحدة وطنية نادرة. واعتبر أن الطريق الصحيح للتعامل مع الشعب الإيراني هو احترام هذا الشعب والامتثال للعدالة، مضيفا أن ما وصفهم بأعداء الشعب الإيراني يجب ألا يتصوروا أن بإمكانهم صد حركته. علي صعيد آخر، وفي معرض رده علي تصريحات الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية في الجيش الأمريكي حول وضع خطط عسكرية ضد منشآت طهران النووية تتضمن عمليات قصف، قال العميد احمد وحيدي وزير الدفاع ان قدرة بلاده الصاروخية الرادعة "اكبر مما يتصوره الأعداء". وأضاف أثناء تفقده قيادة وحدة الصواريخ في القوة البحرية للحرس الثوري في طهران، انه خلافا لافتعال الأجواء والدعايات المغرضة التي يبثها الأعداء علي مستوي الرأي العام، فإن القدرة الرادعة لايران تأتي في سياق ضمان الامن القومي والإقليمي، وإحباط مؤامرات أعداء النظام الايراني. من جهة أخري، وجهت لجنة برلمانية انتقادا نادرا لطريقة معاملة السلطات لأنصار المعارضة الذين احتجزوا في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت في يونيو الماضي. وقال كاظم جلالي الناطق باسم اللجنة البرلمانية إن موت ثلاثة من المحتجزين كان بسبب عدة عوامل منها محدودية المساحة ونقص الشروط الصحية وسوء الطعام وارتفاع الحرارة وغياب مكيفات الهواء، بالإضافة إلي تعرضهم للضرب وعدم تلقيهم لأي عناية من قبل سلطات المعتقل. وجاء في تقرير صادر عن اللجنة البرلمانية أن مدعي عام طهران السابق يتحمل المسئولية عن موت الثلاثة في أحد مراكز الاعتقال سيئة الصيت بسبب المعاملة التي تلقوها. في غضون ذلك، أكد محمد هاشمي رفسنجاني مدير مكتب رئيس مجلس الخبراء ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام وجود ما سماه بسيناريو قديم يعمل عليه المحافظون لحذف رفسنجاني واقصائه نهائيا عن النظام . وقال محمد هاشمي وهو أيضا عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام إن هذا السيناريو خطير وله تداعيات علي النظام لأن رفسنجاني هو الساتر الأول للدفاع عن إيران. وفي السياق نفسه، ذكرت قناة "العربية" أن خمسة دبلوماسيين ايرانيين طلبوا اللجوء إلي دول أوروبية احتجاجا علي عمليات قمع المحتجين عن نتائج الانتخابات الأخيرة.