عمل المرأة قارئة قرآن موضوع تجدد علي الساحة مؤخرا بعد اعلان الشيخ أبو العينين شعيشع نقيب القراء المصريين بضرورة ألا يتم استبعاد المراة عن عمل قراءة القرآن بالإذاعة بعد ما تم إقصاؤها لأكثر ثلاثين عاما ، ومع هذا الإعلان أعرب البعض عن تخوفات متعلقة بالشرع وحكم عمل المراة كقارئة قرآن رغم وجود أكثر من عشر قارئات عضوات بنقابة القراء ، ورغم امتهان كثير من النساء قراءة القرآن وتجويده منذ القدم ، كان للمؤسسة الأزهرية نصيب كبير في الخلاف حول عودة قارئات القرآن للعمل بالإذاعة . فعن وجهة نظر نقابة قراء القرآن الكريم يوضح الشيخ أبو العينين شعيشع نقيب القراء أن النقابة أخذت علي عاتقها تحقيق مطالب أعضائها جميعا ، وعدم ظلم أي منهم، ولكون وجود عضوات قارئات من النساء بالنقابة كان لزامًا أن تكون هناك مساواة بين الجميع في ممارسة قراءة القرآن الكريم ما دام قد أتقن آداب وقواعد قراءة القرآن الكريم، معلنا انه يتم الآن مفاوضات مع إذاعة القرآن الكريم لعودة القارئات المصريات إلي الإذاعة المصرية ، حيث انهن تواجدن بالإذاعة قبل 50 عامًا، وذلك في الوقت الذي كان فيه محرّمًا علي المرأة التعليم والعمل خرجت أخريات للعمل بالإذاعة المصرية كمقرئات للقرآن الكريم، وأشار إلي أنه توجد بالفعل 30 قارئة قرآن عضوات بالنقابة وهن حصيلة من تقدمن للنقابة من مختلف المحافظات بالجمهورية خلال ثلاث سنوات ماضية، مشددا علي أنه لا يعترف بالقول بأن صوت المراة عورة حتي تمنع من قراءة القرآن ولا تمارس حقها في ممارسة مهنة قراءة القرآن . جدل أزهري وعلي الجانب الشرعي فقد كانت هناك خلافات بين العلماء حول مشروعية عمل المراة قارئة قرآن ، فمن جانبه يؤيد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق دعوة نقيب القراء في عودة المرأة كقارئة للقرآن بالإذاعة، ويوضح :" لا يوجد ما يمنع من عمل المراة كقارئة قرآن ، فصوت المرأة عادي و وليس فيه أي شيء ما دامت المرأة تلتزم الآداب والقواعد اللازمة في قراءة القرآن". الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية بنات بالأزهر سابقا واستاذ الفقه تؤيد كذلك الدعوة وتقول :" أنا أول من ناديت بعمل المراة كقارئة للقرآن وصوتها ليس بعورة لا في قراءة القرآن ولا في أي علم ". ودللت الدكتورة سعاد علي كلامها بان الله تعالي عندما يقول لزوجات النبي صلي الله عليه وسلم :" وَاذْكُرْنَ مَا يتْلَي فِي بُيوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا " فالذكر هنا عام، وهي دعوة لهن ولغيرهن ممن يتقن قراءة القرآن أن يتلونه أمام الجميع مادامت المرأة ملتزمة بالحجاب والآداب العامة. ولفتت إلي أنها من هذا المنطلق تشجع علي قيام الفتيات بقراءة القرآن في بداية ونهاية المؤتمرات العلمية، لافتا إلي أن شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أيد ذلك حيث وجه إشادة بالغة لاتقان فتاة قرأت بقراءة ورش في أحد المؤتمرات. وتؤكد أن إقصاء المرأة بالإذاعة المصرية جاء نتيجة قرار من رئيسة إذاعة القرآن الكريم السابقة الدكتورة هاجر سعد الدين التي قالت أن صوت المرأة لا يصلح أن يكون صوت قارئ قرآن في الإذاعة ، لافتة إلي أنه لا يوجد دليل يقصر قراءة القرآن مجودا علي الرجال ولا نساء. رأي رافض علي الجانب الآخر يرفض الدكتور أحمد محمود كريمة استاذ الفقه بجامعة الأزهر عمل المرأة داخل الإذاعة كقارئة قرآن ، ويري أنه فيما يتعلق بصوت المرأة الأصل فيه أنه يقع في دائرة المباح ولا فرق بينه وبين صوت الرجل إلا إذا أدت امرأة غناء فيه ميوعة وخنوثة وترقيق صوت يؤدي إلي اثارة غرائز وشهوات، أما مقولة صوت المراة عورة فهذا كلام خطأ، ومع هذا فإن لتلاوة القرآن الكريم خاصية ، فإذا كان ذلك بانفرادها أم مع نساء فهذا مندوب إليه شرعا، أما تلاوتها جهرا علي مسامع رجال، أو في المحافل العامة في المساجد والإعلام فهذا أمر مستهجن ليس لطبيعة المرأة ولكن لجلال القرآن الكريم، الذي يجب أن يقرأ بخشوع وصوت رخيم يحافظ علي الأحكام وعلي جلال الآيات القرآنية".