"اقرأ رسالة دبابيسي" كتاب جديد من نوعه في عالم الدبلوماسية لعام 2009 لذا فإنه يمتاز بالأفضلية عن سائر الكتب الدبلوماسية خلال تلك الفترة ، يشير هذا الكتاب إلي مهارات الوزراء والدبلوماسيين في استخدام الأشياء البسيطة لإرسال رسالة بعينها، حيث تروي لنا من خلاله وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت تجربتها الدبلوماسية كما كتبت أن مجوهراتها ولا سيما البروشات أصبحت جزءًا مهماً من ترسانتها الدبلوماسية. ويتضح في مذكراتها أن أولبرايت أوضحت كيف أصبح البروش أداة دبلوماسية تعطي إشارة معينة، فعلي سبيل المثال بروش علي شكل ثعبان ارتدته لانتقاد نظام صدام حسين حينما اعترض علي عدم السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش علي أسلحة نووية إلا أن الصحافة العراقية وصفته بأنه ثعبان لا مثيل له آنذاك. أما بروش الحمامة فهو هدية من أرملة رئيس الوزراء السابق اسحق رابين فكانت ترتديه لبعث رسالة تحث علي إنهاء العنف والوصول إلي مصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالأراضي المقدسة، بينما بروش الطائر الأزرق كانت ترتديه عندما ضربت قوات الدفاع الجوي التابعة لفيدل كاسترو أربعة طيارين أمريكيين - كوبيين في الأجواء الدولية بعيدًا عن شواطئ فلوريدا عام 1996 . وفي أحد المواقف الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدة وروسيا، ارتدت بروش القرود الثلاثة التي تحمل رسالة "لا نسمع للشر، لا كلام للشر، لا نري الشر" لإدانة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين علي عدم اعترافه بانتهاك حقوق الإنسان التي ارتكبتها العسكرية الروسية بالشيشان. وفي اجتماعاتها المهمة التي تحاول فيها إقناع نظائرها من الدول الأخري أن وزن العالم علي عاتقهم فإنها تضع بروش الأطلس. أما بروش النحلة فهو يشير إلي شيء مثله مثل لدغة النحل في حين إذا أرادت أن تبعث برسالة عن أهمية الوقت وضرورة تفقده فإنها تضع بروش علي هيئة رأس تمثال الحرية وله عينان علي شكل ساعتين.