اشرف علي الملف : محمد صلاح قديمًا.. وقبل مائتي عام.. حذر القائد الفرنسي نابليون بونابرت من المارد الأصفر قائلاً اتركوه نائمًا ولا توقظوه.. فهذا العملاق البشري قادر علي تغيير مسار الحروب التقليدية. وبعد 170 عامًا من الحملات الفرنسية وثلاثة عقود علي استقلال الصين من الاحتلال الياباني تخلص المارد الأصفر من قيوده وأصبح لاعبًا رئيسيا في الأحداث السياسية الدولية ليقود العالم في السنوات الباقية من القرن الحادي والعشرين بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وتراجع دور الولاياتالمتحدةالأمريكية. العملاق البشري الذي يزيد عدد سكانه علي 1.4 مليار نسمة نجح في استيعاب التجربة اليابانية بأن الاحتلال الجديد للعالم سيكون اقتصاديا وبشريا أكثر منه عسكريا ودون نقطة دم واحدة وتوصلت الصين إلي توليفة متنوعة من المنتجات رخيصة السعر ومتدرجة الجودة. وبخطوات ثابتة نحو تحقيق هدفها وخلال ربع قرن من الزمان تغلغلت الصين في كل شبر من دول العالم شرقًا وغربًا شمالاً وجنوبًا دون طائرات أو دبابات أو صواريخ عابرة للقارات حاملة للرءوس النووية بل تعتمد علي إغراق الأسواق بالسلع والمنتجات الرخيصة.. فعبارة صنع في الصين باتت تهدد الصناعة الوطنية إذ تم إغلاق المئات من المصانع وتشريد آلاف العمال وذهبت استثماراتها أدراج الرياح. فالصين التي تقع في الجزء الشرقي من قارة آسيا يقطع أبناؤها آلاف الأميال ليتخذوا من الحي السويسري بمدينة نصر جيتو مركزًا لتجمعهم وانطلاقهم إلي القري والنجوع بالمحافظات.. فالدلالات لا يتركن منزلاً إلا ويطرقن بابه وتعرضن الملابس الحريمي والرجالي وتجهيزات العرائس والأجهزة الكهربائية حتي أصبحت المنتجات الصينية في كل منزل وفي يد كل مواطن.