من أبرز القضايا التي أثيرت هذا العام، التطبيع الثقافي الذي حدث في صور متعددة ومختلفة منها استضافة الموسيقار الإسرائيلي بارونبيم في دار الأوبرا، واستقبال الصحفية هالة مصطفي للسفير الإسرائيلي في مكتبها بجريدة الأهرام ومن أهم النقاط التي أثارت جدلا واسعا هي ترجمة الأدب العبري إلي العربية علي اعتبار أنه نوع من التطبيع من جانبه أعلن الدكتور جابر عصفور أنه ضد التطبيع وستظل إسرائيل عدوا ما لم تحل مشكلة الشرق الأوسط ويتم إعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني، واشتد الجدل حول هذه النقطة، لأنها تزامنت مع دخول فاروق حسني ماراثون انتخابات اليونسكو، وربط المثقفون بين اليونسكو والترجمة عن العبرية، باعتبارها نوعا من تقديم التنازلات، أو مغازلة الكيان الإسرائيلي لعدم تصويت إسرائيل ضد فاروق حسني أو تحييدها علي الأقل، وقد صدر عن المركز القومي للترجمة ستة كتب عن العبرية خلال الفترة من 2000 إلي 2006 وهي: "العربي في الأدب الإسرائيلي"، و"تاريخ يهود مصر في الفترة العثمانية"، و"شخصية العربي في المسرح الإسرائيلي"، و"قصص اليهود"، و"تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتي العصر الحديث" عن اللغة الإنجليزية. ولفت عصفور وقتها إلي أن كل كتاب تم ترجمته عن العبرية زود بمقدمة وهوامش يكتبها أحد كبار المتخصصين في الدراسات العبرية، وهذا يتفق مع معايير وأهداف مركز الترجمة، التي تقوم علي ترجمة ونقل الفكر العقلاني، وفتح قنوات لحوار الحضارات، وترجمة الكتب التنويرية، وترجمة كتب ما بعد الكولينيالية، وهذا من شأنه دعم ثقافة المقاومة ومد جسور التواصل بين المترجمين والمؤلفين، وأشار عصفور وقتها إلي أننا لا نتعامل مع ناشرين إسرائيليين، وإنما مع ناشرين أجانب، حتي لا ندفع أموالا لناشرين إسرائيليين، ونترجم الأدب العبري عن لغات وسيطة، وقد فعلنا ذلك من قبل عندما ترجمنا الكتب اليابانية والصينية عبر لغة وسيطة، بالرغم من عدم رضاي الكامل عن هذا الأسلوب في الترجمة، لتجنب التعامل مع ناشرين إسرائيليين، وقد ارتكبنا أخف الضررين بذلك. وأكد عصفور أن القارئ العربي أكبر وأذكي من أن تضلله هذه الترجمات. ورأي الروائي يوسف القعيد في خضم هذه الأزمة أن ترجمة الأدب العبري ليست عيبا، حيث سبق أن ترجم الإسرائيليون له رواية "الحرب في بر مصر" عن طريق دار "مفراس" التابعة للحزب الشيوعي الصهيوني "راكاح" وقد عبر عن امتعاضه بمقاله بعنوان: اغتصاب التطبيع. وقد رفض القعيد تقاضي أموال عن هذه الترجمة بالرغم من نصيحة محمود درويش وسميح القاسم وإميل حبيبي له بأخذ هذه الأموال والتبرع بها للانتفاضة، ولكنه خشي من ردود أفعال المقاومين الفلسطينيين. ومؤخرا أشعل ترجمة ديوان الشاعرة إيمان مرسال "جغرافيا بديلة" إلي العبرية، الجدل حول هذه القضية من جديد، وواجهت اتهاما من البعض بالتطبيع، وقد علقت علي ذلك بقولها: "لن أعتذر عما لم أفعل".