كما يعرف الجميع ان جاك شيراك لا يتحدث بسهولة عن نفسه وإنه عندما يضطر الي ذلك يكون الحديث بكل خجل وموضوعية. ولكن للمرة الأولي نجد في هذا الكتاب شيراك يتحدث بأسلوب حيوي واضح لا يخلو من الفكاهة عن نشأته وطفولته ومغامراته حين كان شابا وأيضا عن بداياته السياسية. هذا العمل يغطي ثلاثة وستين عاماً من عمره حتي انتخابه رئيساً للجمهورية عام 1995 فهو يشرح كيف بني نفسه سياسيا فهو لم يكن رجلاً سياسياً عادياً بل كان له طابع خاص ورؤي متعمقة يظهر بها تأثره بالقيم الرديكالية والديجولية (الخاصة بشرل دو جول). كما كشف عن أن الفنون البدائية وشغفه بها ساهم بشكل كبير في تكوين رؤيته للبشرية والتاريخ. ويسترجع شيراك مع القاريء في الكتاب علاقاته المتميزة مع جورج بومبيدو ونزاعاته مع فاليري جيسكار ديستان وعلاقته بفرنسوا ميتيران وهم كلهم رؤساء فرنسا سابقون، كما أشار إلي مواجهاته مع ادوار بلادور أمين عام الرئاسة الفرنسية في عهد بومبيدو وتولي رئاسة الوزراء لفترات متقطعة. يكشف شيراك الحجاب عن سنوات الوحدة والخيانة الأمر الذي لم يمنعه من الوصول الي الرئاسة عام 1995 وبنفس الصراحة والوضوح يكشف عن علاقاته مع مختلف رؤساء الدول. ولم يغفل هذا الكتاب ايضا حياته العائلية وذكرياته الشخصية حيث خصص جزءاً لا بأس به من هذا الكتاب لذكرياته مع والديه وزوجته برناديت وبناته لورانس وكلود.