شهد الموسم الكروي الحالي ظاهرة تبدو جديدة نوعا ما علي الساحة الرياضية المصرية وهي ابتعاد معظم الأندية عن الاستعانة بالمدربين الأجانب بعكس المواسم السابقة التي كانت شاهدة علي تواجد عدد لا بأس به من الخواجات. وحتي الآن لا يوجد سوي مدرب أجنبي واحد هو البرازيلي كابرال المدير الفني لفريق الاتحاد السكندري.. أما باقي أندية الدوري ال15 فيقودها مدربون مصريون. وبالطبع هذه الظاهرة تعتبر إيجابية بكل المقاييس خاصة مع النجاحات المتتالية التي يحققها المدربون الوطنيون مع أنديتهم. وما شجع علي انتشار الظاهرة هو الفشل الذريع للمدرب الأجنبي وخير دليل علي ذلك السقوط الرهيب للزمالك علي يد الفرنسي هنري ميشيل ومن قبله دي كستال والذي دفع مجلس الإدارة لاتخاذ قرار جريء وشجاع بالتعاقد مع حسام حسن.. وبالفعل كان العميد عند حسن الظن ونجح في إحداث طفرة وعادت الانتصارات علي يديه للقلعة البيضاء. ولابد ألا ننسي جرأة إدارة النادي الأهلي أيضا عندما قررت قبل انطلاق الموسم فسخ التعاقد مع فينجادا لأسباب تتعلق بالأخير والاعتماد علي حسام البدري الذي يقود الفريق بثقة وثبات حتي الآن رغم الظروف الصعبة التي تواجهه من إصابات وغيابات متكررة لمعظم الركائز الأساسية. والبدري وحسام ليسا وحديهما وراء عودة الثقة في المدرب المصري بل هناك أسباب أخري قد تكون أهم وأوضح أولها بالطبع هو الانجازات الكبيرة التي حققها المدرب الكبير حسن شحاتة مع منتخبنا الوطني ليثبت للجميع أن المدرب الوطني أفضل ألف مرة من الخواجة. وسبب آخر هو الثورة التي قادها المدربون الشباب في الكرة المصرية منذ عدة مواسم وعلي رأسهم طارق العشري مع حرس الحدود والذي قاد الفريق لكأس مصر وبطولة السوبر. وفوق كل ما سبق تجدر الإشارة إلي أن أندية قطاع البترول والمؤسسات هي التي فتحت الطريق نحو الاعتماد علي المدربين الوطنيين خاصة مع صعودها لدوري الأضواء والشهرة حيث قاد طه بصري نادي إنبي لعدة سنوات حقق خلالها نتائج مبهرة وكذلك مختار مختار الذي يسير بخطي ثابتة مع بتروجيت. ولكن السؤال المهم هو: هل تستمر هذه الظاهرة حتي لا نجد أي مدرب أجنبي في مصر أم أنها مجرد طفرة فقط وسرعان ما ستعود للاستعانة بالخواجات؟!. وللإجابة عن هذا السؤال حرصت روزاستاد علي التوجه لبعض خبراء ونقاد كرة القدم المصرية والذين عبروا عن تفائلهم باستمرار هذه الظاهرة مؤكدين أن مصر تمتلك كفاءات تدريبية علي أعلي مستوي. في البداية أكد الخبير الكروي الكبير طه إسماعيل أن فشل المدربين الأجانب المتكرر مع الأندية المصرية هو الذي دفع نحو الاعتماد علي المدرب المصري. وأضاف إسماعيل أن نجاح بعض المدربين المصريين مع أنديتهم في السنوات الماضية هو ما شجع باقي الأندية علي فكرة الاستعانة بالمدرب المحلي. وقال إسماعيل إن المدرب الوطني قد يكون أفضل من الأجنبي لعدة أسباب أهمها أنه يستطيع التواصل مع طبيعة اللاعب المصري بالإضافة إلي أنه يتقاضي أجرا أقل بكثير من الخواجة. أما المعلق الرياضي الشهير محمود بكر فأكد أن الكرة المصرية تمتلك حاليا جيلا مميزا من المدربين الوطنيين القادرين علي العطاء لعدة سنوات مقبلة. وأضاف بكر أن الظاهرة ليست بجديدة علي الدوري المصري ولكنها انتشرت مؤخرا مشيرا إلي أنها بدأت منذ خمسة مواسم تقريبا عندما اعتمدت أندية المؤسسات والشركات علي المدربين المصريين الذين أثبتوا قدراتهم. كما رفض بكر الربط بين نجاحات شحاتة مع المنتخب واعتماد الأندية علي المدربين المحليين مشيرا إلي أن شحاتة نفسه تولي مسئولية المنتخب في وقت صعب خلفا للإيطالي تارديللي ولكن بإصراره نجح في تحقيق انجازات متعددة للرياضة المصرية. وقال بكر إن كل المدربين الأجانب الذين تعاقدت معهم الأندية المصرية خلال السنوات الأخيرة فشلوا فشلا ذريعا باستثناء البرتغالي مانويل جوزيه الذي حقق نجاحات رائعة مع الأهلي. ويري بكر أن المدرب المصري حاليا يتمتع بنفس مميزات العالمي بالإضافة إلي أنه غير مكلف لخزينة النادي لأنه يتقاضي راتبا أقل بكثير من نظيره الخواجة. بينما يري جمال عبدالحميد نجم الزمالك ومنتخبنا الوطني السابق وعضو لجنة الكرة الحالي بالقلعة البيضاء أن فشل المدربين الأجانب مع أنديتهم يعتبر السبب الرئيسي في الاعتماد علي المدرب المحلي. وقال عبدالحميد إن المدرب الأجنبي قد لا يستطيع التعامل مع اللاعب المصري وهي بمثابة الحلقة المفقودة التي تؤدي لفشل معظم الأجانب خلال السنوات الأخيرة. وأشاد عبدالحميد بسياسة القطبين الأهلي والزمالك باعتمادهما علي المدربين الوطنيين حسام البدري وحسام حسن قائلا إنه أمر طيب حيث إنه جرت العادة أن يكون مدرب الأهلي أو الزمالك أجنبيا ولكن لأول مرة منذ سنوات نري مدربين وطنيين يسيران بنجاح مع القطبين.