رحلة كفاح استمرت 44 عاماً قضاها في بحوث تطوير الفلزات فأسس مدرسة علمية متميزة في مجال تكنولوجيات إنتاج الحديد والتي تتلمذ فيها عشرات الباحثين وهو الدكتور عبد الهادي الجعيصي الذي يمتلك وجهة نظر خاصة في نقل الصناعة المصرية من المحلية إلي العالمية ويقوم حالياً بالإشراف علي الفريق البحثي لإنتاج سبائك فلزية بطرق اقتصادية بسيطة، وهو مشروع مقام بالتعاون مع المعهد الملكي السويدي وممول منه. والدكتور عبد الهادي الجعيصي هو رئيس قسم تكنولوجيا إنتاج الحديد والصلب بمركز بحوث وتطوير الفلزات بالتبين ولتميزه تم اختياره ليكون عضواً في هيئة تحرير مجلة الحديد والصلب البريطانية علي مدار 3 سنوات علي مستوي الشرق الأوسط وأفريقيا وهي واحدة من أقدم الدوريات العلمية المتخصصة في مجال تكنولوجيا الحديد والصلب، وقد وقع عليه الاختيار نظراً لإنجازاته العديدة التي بهرت العالم كله وبالرغم من ذلك لم يتم ترشيحه لإحدي جوائز الدولة التشجيعية أو التقديرية، ومسيرة د. عبد الهادي العلمية بدأت بعد تخرجه في كلية العلوم قسم كيمياء عام 1965 ، ثم حصوله علي الدكتوراه عام 1974 . ثم حصل علي براءة اختراع في إزالة الفوسفور من خام الحديد المصري عام 1980وبعد خمس سنوات تمت ترقيته إلي درجة أستاذ باحث بالمركز القومي للبحوث. يشير الدكتور الجعيصي إلي أنه تعلم كثيراً من الأشخاص المنضمين لهيئة اليونيدو الدولية والذين أشرفوا علي تطوير المركز وإمداده بكل الوسائل التي جعلته بؤرة لتكنولوجيات الصناعة، وكما قام بنشر 90 بحثاً في دوريات علمية متخصصة منها مجلة الحديد والصلب اليابانية والمجلة الأمريكية كما والكندية والسويدية والأمريكية شارك في 16 مشروعاً يخدم الصناعات المعدنية المحلية. ويري أنه من الممكن مواكبة أحدث التكنولوجيا العالمية في مجال الصناعات المعدنية عن طريق الإطلاع علي الدوريات العلمية المتخصصة والأبحاث الجديدة في هذا المجال وبالإضافة إلي مراسلة العلماء المتخصصين في الخارج كما يري ضرورة عقد ندوات بصورة دورية لتبادل الخبرات، ويطالب أيضاً بضرورة إنشاء معاهد متخصصة للحديد والصلب والصناعات المعدنية في مصر ويؤكد علي ضرورة تضافر الجهود بين الجامعات ومراكز البحوث من خلال برامج مدروسة ليتم تطبيقها علي أرض الواقع.