كشف صدور كتابين جديدين اشترك في تأليفهما ثلاثة كتاب أمريكيين، دارت فكرتهما الرئيسية حول تفسير وتبرير أحداث سياسية شاركت بها أمريكا للأجيال الجديدة، مدي انشغال الأمريكيين بما يمكن أن يطلق عليه "تبييض وجه أمريكا" أمام الأجيال الجديدة من الأمريكيين. الكتاب الأول الصادر بعنوان "حرب فيتنام: تاريخ مصور"، يشرح فيه كل من الكاتبين دويت جون زيمرمان و واين فانسنت، أحداث الحرب علي فيتنام، في قالب فكاهي مصور-كوميكس- وبرغم كونه حدثا شائكا، احتار المؤرخون في تحديد بدايته ونهايته بدقة، فضلا عن الإحراج الذي ينتاب المسئولين عند الحديث عن أي شيء يتعلق بهذه الحرب، لما تكبدته أمريكا فيها، إلا أن الكاتبين حاولا إظهار مراحل الحرب بطريقة منطقية ومباشرة عبر كتابة سهلة، وأسلوب يقنع بحتمية ما حدث، بل ويحرك الحنين داخله تجاه تلك الفترة من الزمان، لما اتبعه كلا الكاتبين من أسلوب كتابة يبدو وكأنه مقتطع من جريدة أمريكية قديمة تنتمي لوقت الحرب. ولم يغفل الكتاب تفصيل السقطات الأيديولوجية، وأوجه الفشل في الالتزام، الذي تميزت به تجربة الحرب علي فيتنام، ويبرز من ناحية أخري تجارب شخصية لعدد من الجنود الأمريكيين، الذين يصفهم الكاتبان بأنهم نجوا من جحيم حقيقي. كاتب أمريكي آخر هو جريج مورتنسون، صاحب كتاب "ثلاثة أكواب من الشاي" أحد أكثر الكتب مبيعا في أمريكا، خاض تجربة مميزة في أفغانستانوباكستان لم يفته تدوينها في كتاب صدر له مؤخرا بعنوان "تحويل الأحجار إلي مدارس: تعزيز السلم بالكتب لا بالقنابل في أفغانستانوباكستان"، يحكي فيه مورتنسون تجربة عمله في مجال بناء المدارس في باكستان والمناطق المجاورة لها، والتي أتاحت له الذهاب في رحلة إلي أفغانستان يصفها بقوله: "في جزء ما من أفغانستان، بعيد للدرجة التي يمكن أن يستغرق الوصول له أياما بل أسابيع، تجد الناس وقد تعبت من القتال، في البداية الروسيين، ثم طالبان، والآن هم ببساطة يريدون حياة أفضل للأجيال التالية"!، خلال الرحلة قابل العديد من قيادات القبائل الأفغانية، ومن بينهم سادهار خان، زعيم قبيلة الطاجيكية، والذي قال للمؤلف في رحلته جملة مؤثرة للغاية دفعته لتأليف الكتاب الذي بين يدينا اليوم، قال له" إن الذين ماتوا علي تلال وجبال أفغانستان، لا تحصي أعدادهم، ولا تعد، وكل صخرة و حجر في الجبال يقف شاهدا علي روح إنسان فاضت إلي بارئها، ضحي صاحبها بروحه من أجل بلاده، لذا يجب علينا أن نجعل من تضحيتهم أمرًا يستحق، ويجب أن نحوًل هذه الأحجار إلي مدارس". فلسفة مروتنسون بسيطة، تقول إن الصراع يمكن أن ينتهي لا بالقتال والغارات الجوية، وإنما بالكتب والدفاتر، ويدعو بكل بساطة لإنهاء دوامة الحرب التي لا تنتهي في أفغانستان بالتعليم.