كل الشواهد تؤكد أن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة يتخبط في الجبلاية معقل الاتحاد.. بعد أن داهمته المشاكل والأزمات بقوة من كل جانب، كما قررت فجأة ودون مقدمات مطاردته بشراسة وبشكل غير مسبوق، ليجني ثمار عجزه وتقصيره ومجاملاته الفجة طوال السنوات الخمس الماضية منذ توليه المهمة في الدورة السابقة، علي خلفية انهيار ساتر تصفيات المنتخب الوطني المؤهلة للمونديال، ذلك الستار الذي ظل يحتمي به طوال هذه المدة وأكثر متخذًا منه درعًا واقية لحمايته من قذائف مهاجميه. في الأيام الأخيرة سجلنا علي زاهر شواهد كثيرة لم تتجمع دفعة واحدة بهذا الشكل من قبل أولها تعليق مصير مجدي عبدالغني عضو مجلس إدارة الاتحاد، وأحد كاتمي أسراره في الماضي القريب، قبل أن ينقلب الطرفان علي بعض باستقالة عبدالغني التي تراجع عنها، لكن دون أن يشفع ذلك له عند زاهر الذي قرر طرده رسميا من جنته.. فلم يدعه لاجتماع مجلس الإدارة الودي والرسمي في يوم الخميس الماضي حيث كان الأول في مكتب زاهر بمدينة نصر كتحضير للاجتماع الرسمي في مساء نفس اليوم قبل أن يؤجل، وفي كليهما لم يخطر عبدالغني، لكنه كشف أيضًا واحدة من ثغرات زاهر الذي همش زميليه حازم الهواري ومحمود الشامي اللذين حضرا قبل الاجتماع الرسمي بنصف ساعة ليفاجآ بالتأجيل من الموظفين في إشارة من زاهر لقراره بالتخلي التام عن أصدقاء الأمس والانفراد بإدارة الاتحاد. مجدي عبدالغني أعلن الرد علي هذا بالتمسك بوجوده كعضو في المجلس والتفرغ لتعاملات زاهر معه بشكل قانوني وهو ما ينذر بكم هائل متوقع من الشكاوي والمحاضر المتبادلة بينهما في الفترة المقبلة. حتي حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني والذي استفاد منه سمير زاهر كثيرًا بفضل انجازاته ونتائجه المتميزة لم يسلم من يد رئيس الاتحاد الذي راح يفاوضه علي التجديد لمدة شهرين فقط أي بعد نهاية بطولة الأمم الأفريقية المقبلة في أنجولا وهو ما رفضه المعلم تمامًا وأصر علي البقاء بالتجديد حتي عام 2012 علي الأقل إن لم يكن بزيادة عامين آخرين لضمان الدخول علي التصفيات المؤهلة للمونديال بعد القادم في البرازيل 2014 . رغم أزمة زاهر مع شحاتة إلا أنه لم يتردد في مواصلة اتخاذه ساترًا واللعب علي وتر الوطنية بدعوة وسائل الإعلام لمساندة المنتخب الوطني الذي يستعد للأمم الأفريقية بأنجولا في رده عليهم أمام استجواب عضو مجلس الشعب رجب هلال حميدة له في جميع القنوات الفضائية علي سيل من الاتهامات التي يدعي حميدة امتلاكه مستندات لها. فشل زاهر الإداري وصل لمداه في تأخير عقد المؤتمر الصحفي العالمي المزعوم الذي كان من المفترض إقامته للرد علي انتهاكات الجزائر في حق الجمهور المصري في السودان.. والآن يجهز للمؤتمر بعد نسيان الأزمة.. وهو انعكاس لنفس أسلوبه في الإدارة الداخلية للاتحاد الذي لم يشكل له رؤساء المناطق حتي الآن رغم مرور عام ونصف العام علي توليه المهمة تاركًا العمل للبعض منهم وهم متجاوزون المدة القانونية الثماني سنوات.. فضلاً عن إصراره علي تجاوز القانون بعدم تعيين عنصر نسائي داخل المجلس حتي الآن. افتعل أزمة توريط ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك في مشاكله مع أعضاء مجلسه عندما دعاه لاحتواء أزمة النادي مع حرس الحدود بشكل ودي وهو ما رفضه أعضاء المجلس الأبيض وكادوا ينقلبون علي عباس وأصروا جميعًا علي تصعيد الموقف للفيفا إذا واصل زاهر سلبيته وهدوءه في التعامل مع المشكلة حتي لو وصل الأمر للانسحاب من مسابقة الدوري وهو نفس القرار الذي ينوي مسئولو حرس الحدود إعلانه إذا اتخذ زاهر أي قرار ضدهم وهي الأزمة الكبري التي يعيشها زاهر الآن بسبب أخطاء لجنتي المسابقات والحكام معًا، ورغم ذلك يعجز رئيس اتحاد الكرة عن مواجهة رئيسيها نايف عزت ومحمد حسام واتخاذ إجراءات ضدهما مفضلاً اللجوء للحلول الودية مع عباس المغلوب علي أمره هو الآخر أمام مجلسه. أخيرًا لم يسلم المنتخب الأوليمبي من سلبية سمير زاهر الذي عجز عن حسم مصير مديره الفني حتي الآن بسبب تردده تجاه إسناد المهمة لهاني رمزي المدرب العام الحالي أو البحث عن آخر بديلاً لسكوب.