أكتب من الكويت التي تظل لها خصوصيتها من بين جميع الأقطار العربية عمومًا والخليجية خصوصًا، بأجوائها السياسية الساخنة الناجمة عن نموذج ديمقراطي مميز.. أصبح بلا شك - رغم تعسف البعض في استخدامه - واحدا من أهم مكونات الدولة الشقيقة فعلا وليس قولاً. وسط كل هذا الزخم السياسي ظل الناس هنا يسألون عن مصر، ويستفسرون عن كل شيء ومتابعون لكل ما هو مصري، والجالية المصرية هنا مشرفة، وتساهم في تنمية الكويت، ولكن.. أكثر ما لفت نظري في هذه الزيارة هو سؤال العديد من أبناء الجالية عن السفير عبدالرحيم شلبي سفير مصر السابق لدي الكويت، يريدون معرفة أخباره والاطمئنان عن صحته ويطلبون رقم هاتفه في مصر.. وهو أمر مثير للإعجاب أن يترك سفير مثل هذا الاثر داخل نفوس جالية تصل إلي نصف مليون مصري، ويأتي علي العكس المعتاد، فإذا استمعت لجالية تتحدث عن سفير فالمعروف أن الحديث سيكون شكوي، ولكن تجربة عبدالرحيم شلبي الإنسانية مع الجالية المصرية في الكويت والذي رفعوه علي الأعناق يوم توديعه تستحق التوقف أمامها، فهي درس.. ونموذج. أما الدكتور رشيد الحمد سفير الكويت لدي القاهرة، فيعد هو الآخر مثالا للدبلوماسي المحترف الذي يجيد فن الدبلوماسية العامة الممزوجة بطباع وأخلاق العرب الأصيلة. شلبي والحمد.. رغم ما قد يوجد بينهما من اختلافات، إلا أنه يجمعهما احتراف العمل الدبلوماسي.