رفضت الاستسلام للإعاقة أو الوقوف محلك سر بين اليأس والحزن، خالفت ما اعتاد عليه آباء ذوي الاحتياجات الخاصة من حبس انفرادي تفرضه الأسرة علي المعاق، أو انعزال للأشقاء أنها قصة أسرة رفضت أن يكون المعاق مسلوب الحقوق بل كامل متعدد المواهب والهوايات ومختلف القدرات. أنه مشوار طويل للبطلة مني درويش 21 عامًا التي بدأت قصة نجاحها قبل ولادتها بفضل والدتها "فهيمة محمد" التي آمنت بالقضاء والقدر عند إنجاب الابن الأكبر عمرو لتكتشف الطامة الكبري وهي إصابته بالإعاقة الذهنية وشلل الأطفال، وبعد عامين أنجبت مني آملة من الله أن تكون طفلة طبيعية، ولكن خاب أملها للمرة الثانية لتصاب بالإعاقة الذهنية ولكنها لم تستسلم واعتبرت أن مني أفضل حالاً لقدرتها علي الحركة وممارستها الرياضة، فبدأت بإلحاقها في مدرسة التربية الفكرية بحلوان ثم التحقت بمركز سوزان مبارك للتأهيل المهني في العباسية لمدة عام وتعلمت فيه العديد من الأشغال اليدوية مثل الخياطة والتطريز... وقد كرست كل وقتها لابنتها مني لأنها تستطيع المشي وممارسة الرياضة بخلاف أخيها. حرصت والدة مني علي مشاركتها في الأنشطة الفنية التي ينظمها قصر ثقافة الطفل في المناسبات المتنوعة وعمرها خمس سنوات، مما شجعها علي الاندماج والمبادرة وضاعف من ثقتها بنفسها. ولم تكتف الأم بهذا القدر بل حرصت علي اكتشاف مواهب ابنتها التي تجلت في تفوقها الملحوظ في رياضة تنس الطاولة ورمي الجلة، وتفننت في إجادتها حتي حصلت علي أكثر من 20 ميدالية ذهبية وفضية في البطولات التي شاركت فيها علي مستوي الجمهورية، وكرمها الاتحاد الدولي لذوي الاحتياجات الخاصة ومنحها شهادات تقدير.