فيما يشبه العرس الصحفي توافد الصحفيون صباح أمس إلي نقابتهم لانتخاب نقيب جديد لهم في أجواء غلبت عليها الديمقراطية وحرية التعبير في ظل انحصار المنافسة ما بين مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق والمرشح بقوة لشغل دورة مقبلة وضياء رشوان نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية المنافس الثاني وغياب باقي المرشحين الخمسة عن المنافسة، وحتي اعداد هذا التقرير لم تكن الجمعية العمومية للصحفيين قد اكتملت وسط مؤشرات علي حسم الانتخابات من الجولة الأولي. وأصدر أحمد الجبيلي رئيس حزب الشعب بياناً صحفياً عشية الانتخابات يعلن فيه الانسحاب فيما غاب باقي المرشحين محمد المصري ومحمد العزبي ومجدي عبدالغني الذين لم يتواجدوا بمقر النقابة، بينما اكتفي عبدالغني وسيد الإسكندراني نائب رئيس تحرير جريدة البرلمان بالحضور مكتفين بتوزيع بعض المطبوعات دون تأثير. وكشفت المؤشرات عن تقدم مكرم محمد أحمد بعد الساعة الثانية ظهراً، فيما كانت الأصوات متقاربة قبل ذلك نظراً لاعتماد رشوان علي حشد جميع طاقته مبكراً وتواجد مكرم منذ التاسعة صباحا لاستقبال الناخبين، حضر بعده بنصف ساعة ضياء رشوان الذي كثف من دعاياته من خلال اللافتات والمطبوعات بينما تجاهل نقيب الصحفيين السابق هتافات معتصمي صحيفة الشعب المنددة بالمجلس، فيما واجه ذلك عدد من الصحفيين من خلال الاتصال المباشر بأعضاء الجمعية العمومية كاشفين لهم أبعاد الموقف مذكرين بأن مكرم تمكن من إنجاز ملف التأمينات الخاصة بهم مستثمراً جهوده في رفع مستوي أجورهم ومتهمين إياهم بتوظيف الأزمة انتخابياً. فيما ظهر التنسيق الإخواني الواضح مع ضياء رشوان الذي يسانده مصطفي بكري رئيس تحرير »الأسبوع« وحمدين صباحي رئيس تحرير الكرامة ومجموعة من اليسار. بينما كثف كبار الصحفيين والتيارات المستقلة من تأييدهم لمكرم محمد أحمد، مؤكدين أنه الأكثر قدرة علي تحقيق استقلالية النقابة وخدمة جموع الصحفيين وقضاياهم المهنية. الصحف القومية حرصت علي حشد صحفييها، خاصة بعد الثانية ظهرا نظراً لظروف الطبع في الوقت الذي بلغ عدد المصوتين في اللجان في ذلك الوقت نحو 1000 صحفي في 21 لجنة انتخابية احداها بالإسكندرية وبلغ اجمالي الأعضاء الذين لهم حق التصويت 5410 بالنقابة العامة بعد تسديد البعض اشتراكاتهم في اللحظات الأخيرة و109 أصوات بفرع الإسكندرية. وأكد الإعلامي مفيد فوزي أنه أدلي بصوته للنقيب الذي يدرك معني نقابة ولا يسعي للظهور في الإعلام والفضائيات للإثارة وتهييج الرأي العام الصحفي. بينما رأي إبراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين الأسبق أنه اختار النقيب الذي يحافظ علي استقلال النقابة مهنياً ووحدة الصف الصحفي ويحمي نقابة من محاولة اختراق القوي السياسية.