في أول رد فعل من جانبها علي اعلان الرئيس الامريكي اوباما عن استراتيجيته الجديدة في افغانستان والتي تقضي بارسال 30 ألف جندي اضافي، أعلنت حركة طالبان تحديها للرئيس الأمريكي وتوعدت بتصعيد عملياتها العسكرية ضد قوات التحالف في أفغانستان. في الوقت نفسه، توالت ردود الأفعال الدولية المؤيدة للاستراتيجية الأمريكيةالجديدة في أفغانستان. ففي فرنسا رحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقرار أوباما بارسال مزيد من القوات الي افغانستان لكنه لم يتعهد علي الفور بان تحذو فرنسا حذوه. وقال مكتب ساركوزي في بيان له أن "كلمة اوباما كانت تتسم بالشجاعة والتصميم والوضوح وتعطي زخما جديدا للالتزام الدولي وتفتح افاقا جديدة." وأضاف البيان أن ساركوزي سيراجع الوضع بعد اجتماع دول حلف شمال الاطلسي (الناتو) في وقت لاحق هذا الاسبوع وبعد مؤتمر دولي تنظمه الاممالمتحدة في لندن الشهر المقبل. وفي بروكسل، اعرب الامين العام لحلف شمال الاطلسي انديرس فوج راسموسين عن ثقته بأن حلفاء الولاياتالمتحدة في حلف الناتو سيطورون بطريقة كبيرة مساهمتهم العسكرية في افغانستان، بعد القرار بإرسال 30 الف جندي اضافي. وقال راسموسين ان "قرار الرئيس اوباما بزيادة عدد الجنود الامريكيين في العملية التي يقودها الحلف الاطلسي في افغانستان يؤكد عزمه" علي النجاح. ومن جانبها، رحبت الحكومة الافغانية باستراتيجية اوباما وقال المتحدث باسم الخارجية الافغانية محمد ظاهر فقيري ان "وزارة الخارجية الافغانية ترحب بالاستراتيجية الجديدة". واضاف ان وزير الخارجية رانجين دادفار سبانتا سيعقد مؤتمرا صحافيا رافضا الادلاء بمزيد من التصريحات. وفي واشنطن، أعلن كل من السفير الأمريكي لدي أفغانستان كارل آكنبري وقائد القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال تأييدهما لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما بشأن أفغانستان. وعلي صعيد متصل، أعلن حلفاء الولاياتالمتحدة إرسال خمسة آلاف جندي إضافي إلي أفغانستان في استجابة لطلب الريئس الأمريكي أوباما لزيادة عدد قوات التحالف هناك في محاولة لإنجاح الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة. في الوقت نفسه، واجهت الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان انتقادا شديدا من جانب كلا الحزبين أي الحزب الجمهوري المعارض وداخل صفوف حزبه الديمقراطي. فالجمهوريون يؤيدون إرسال مزيد من القوات الأمريكيةلافغانستان بينما يعارضون تحديد إطار زمني للانسحاب بدعوي أن ذلك سيؤدي لاختباء القاعدة حتي موعد الانسحاب، بينما يري الديمقراطيون الذين يجنحون لليسار بأنه لاداعي لإرسال مزيد من القوات وتعريض القوات الأمريكية للخطر هناك مع زيادة فساد الحكومة الأفغانية. في الوقت نفسه، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المشكلة الافغانية تكمن في حامد كرزاي الرئيس الافغاني نفسه وليس في مجرد زيادة حجم القوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان. يأتي ذلك فيما أكد الرئيس الامريكي باراك اوباما لدي دفاعه عن قرار ارسال 30 الف جندي اضافي الي افغانستان، ان القاعدة "تعد لاعتداءات جديدة فيما انا اخاطبكم". وذكر اوباما بأن افغانستانوباكستان هما "مركز التطرف العنيف لتنظيم القاعدة". وفيما يتعلق بارسال التعزيزات، قال "لم اتخذ هذا القرار بلا ترو". واضاف "اتخذته لأني مقتنع بأن امننا مهدد في افغانستان وفي باكستان". وأكد اوباما انه لم يعد يريد توقيع "شيكات علي بياض" لافغانستان، موضحا انه يطالب حكومة كرزاي بملاحقة المسئولين عن الفساد في مقابل المساعدة الامريكية، قائلا إن مرحلة الشيك علي بياض قد ولت. وقال أوباما إن إرسال 30 الف جندي إضافي إلي أفغانستان سيكلف القوات المسلحة الأمريكية حوالي 30 مليار دولار في 2010.