فيما يعد أزمة جديدة بين إيران والمجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، أعربت الدول الغربية الكبري عن قلقها من الإعلان الايراني عن خطة لاقامة 10 منشآت أخري لتخصيب اليورانيوم، فيما حذر البيت الابيض الأمريكي طهران من ان الوقت المتاح لها للامتثال لقرارات المجتمع الدولي بدأ ينفد. وقال روبرت جيتس المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان إنه إذا كان ذلك صحيحا، فإنه سيشكل انتهاكا جديدا وخطيرا لما هو مطلوب من إيران كما ورد في عدد كبير من قرارات الأممالمتحدة وأن ذلك مثال جديد علي أن إيران اختارت العزلة عن المجتمع الدولي. وأكد البيت الأبيض أن إعلان إيران الجديد يشكل انتهاكاً سافراً لالتزاماتها. من جانبه، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأنه إذا نفذت إيران هذا الأمر، فسيكون ذلك انتهاكا آخر لالتزامها بوقف كل أنشطة تخصيب اليورانيوم بما في ذلك بناء مفاعلات جديدة. وفي لندن، أعلن متحدث باسم الخارجية البريطانية عن قلق بريطانيا البالغ معتبرا أن الخطة الايرانية لبناء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم تشكل انتهاكا متعمدا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قد أشار أيضاً إلي أن طهران تفكر في زيادة مستوي تخصيب اليورانيوم لديها إلي 20٪ وانتاج ما بين 250 و 300 طن من الوقود النووي سنوياً . واعتبر محلل في معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن أن الإعلان الإيراني ينطوي علي التبجح ويزيد من فرص مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية عسكرياً . ويتزامن التصاعد في أزمة الملف النووي الإيراني مع اعتزال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مهام منصبه أمس بعد ولايتين متتاليتين في هذا المنصب امتدت ل 12 عاماً. وقد تعرض البرادعي لانتقادات لما اعتُبر موقفه المتراخي من إيران، ومن المقرر أن يخلفه في منصبه الياباني يوكيا أمانو. وفي طهران، اعلن علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني أمس في مؤتمر صحفي انه لا يزال بالامكان تسوية ازمة الملف النووي الايراني عن طريق الدبلوماسية. وقال لاريجاني "اعتقد أنه لا تزال هناك فرصة دبلوماسية وأن من مصلحتهم انتهازها قائلا إن إيران ستواصل أنشطتها تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، انهم احرار في الخيار وايران ستتخذ قرارها بناء علي هذا الخيار". وفي سياق متصل، اعتبر برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة صحفية أمس أن عناد إيران في مسألة برنامجها النووي وعدم تلبية مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال قرارها بناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم، أمر "بالغ الخطورة". وأضاف كوشنير لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية " لماذا الإعلان اليوم عن برنامج لبناء عشرة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم في حين لا تملك ايران مفاعلا نوويا واحدا لاستهلاك هذا الوقود؟ نحن لا نتحرك ضد إيران بل من أجل السلام".