عقد المسئولون المصريون أمس لقاءً مطولاً مع وفد حماس برئاسة محمود الزهار عضو المكتب السياسي للحركة وبدأ اللقاء صباحًا واستمر دون انقطاع حتي بعد مثول الجريدة للطبع وسط تكتم شديد حول مدي التقدم الذي تم إحرازه لإنجاز صفقة تبادل الأسري بين حماس وإسرائيل. وحاولت حركة حماس وإسرائيل التقليل من سقف التوقعات إذ قالت الأولي علي لسان الناطق باسمها سامي أبوزهري إنه من السابق لأوانه الحديث عن أي نتائج تتعلق بصفقة الأسري واعتبرت المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام، حول اتفاق وشيك بشأن الأسري، مجرد تسريبات إسرائيلية تهدف للتأثير علي مشاعر الأسري وعائلاتهم بغية الضغط علي المفاوضات غير المباشرة. فيما قالت مصادر قريبة من المفاوضات أن حماس أبدت مرونة كبيرة حيث وافقت علي خروج بعض الأسري الواردة أسماءهم ضمن الصفقة إلي المنفي بدلاً من الضفة أو غزة. ومن جانبه قال أحمد بحر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حماس تعليقًا علي المفاوضات بشأن صفقة الأسري أن "فجر الحرية لاح وسنحتفي قريبًا بأسرانا الأبطال". وبينما قال نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم إن إسرائيل لن تطلق سراح عضو اللجنة المركزية لفتح مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات. أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن عائلة الأسير مروان البرغوثي أبلغت بالفعل بأنه سيكون ضمن المفرج عنهم في صفقة التبادل مع إسرائيل ونقلت عن شقيق البرغوثي قوله إنه حسب المعلومات التي وصلت العائلة فإن البرغوثي وسعدات سيفرج عنهما في إطار الصفقة وينقلان للضفة. وأضافت الصحيفة أن زوجة البرغوثي، فدوي البرغوثي، قامت بزيارة إلي القاهرة الأسبوع الماضي، وأفادت مصادر بأن هذه الزيارة ركزت علي صفقة الأسري. ونسبت الصحيفة إلي مسئولين مطلعين قولهم إن إسرائيل وافقت علي إدراج نحو 160 سجينًا ممن كانت ترفض إطلاق سراحهم في السابق، ضمن الاتفاق بشأن مقايضة شاليط. اعتبر بنيامين بن اليعازر وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي أن التوصل إلي اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسري بات قريبًا جدًا. وقال الوزير إن الثمن الذي يتعين دفعه للاتفاق باهظ جدًا لكني أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ستوافق عليه، وسيثبت هذا الاتفاق لكل الأمهات في إسرائيل أننا لسنا مستعدين للتخلي عن أي جندي من جنودنا. وكرر بن اليعازر تأييده الإفراج عن مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح والمحكوم عليه بالسجن المؤبد في إسرائيل لدوره في الانتفاضة الثانية. علي صعيد آخر أكد وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة فتحي حماد مجددًا علي التوصل لتوافق بين الفصائل الفلسطينية علي وقف إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل انطلاقًا من غزة مكذبًا بذلك التصريحات الصادرة عن مختلف الفصائل التي نفت وجود مثل هذا التوافق. وقال حماد في بيان رسمي إنه تم بالفعل التوصل إلي توافق علي وقف إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل وأن جميع ما صدر من تصريحات تنفي ذلك غير صحيح موضحًا أن الواقع الميداني بعد حرب غزة يثبت ذلك. يأتي هذا فيما أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أمس مقتل اثنين من قادتها الميدانيين قي قطاع غزة. وأكدت الكتائب في بيانها استشهاد القائدين محمد شعبان النواتي وأحمد محمد أبوغنيمة أثناء قيامهما بمهمة شرق غزة. من ناحية أخري استبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس انطلاق انتفاضة جديدة علي الرغم من الجمود الذي أصاب عملية السلام، وقال عباس إن الفلسطينيين لا يريدون تكرار انتفاضتهم الثانية وأوضح أن الشعب الفلسطيني يفكر فقط في الطريق تجاه السلام والمفاوضات وليس في طريق آخر. وفي غضون ذلك كشفت القناة الأولي بالتليفزيون الإسرائيلي أن تل أبيب وافقت علي تجميد البناء في المستوطنات لمدة 10 أشهر مع استثناء القدس وأوضحت أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سيقدم هذا الاقتراح إلي مجلس الوزراء للمصادقة عليه. من جهتها ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن المستشار القضائي لوزارة الدفاع انتهي خلال الأيام القليلة الماضية من كتابة وتحضير الأوامر العسكرية التي قد تصدر لوقف البناء بشكل نهائي وشامل في كل مستوطنات الضفة الغربية وذلك استعدادًا لاحتمالية استئناف المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضافت أن أوامر وقف البناء أعدت وجهزت بالتنسيق التام مع مكتب نتانياهو، وأوضحت أنه في الوقت المناسب ستتحول الأوامر الصادرة عن وزارة الدفاع من المستوي السياسي إلي أوامر عسكرية صادرة عن قائد المنطقة الوسطي في قوات الاحتلال الذي يعتبر وفقًا للنظام الإسرائيلي صاحب السيادة علي الضفة الغربيةالمحتلة. وأشارت الصحيفة إلي أن كبار المسئولين الأمريكيين وعلي رأسهم الرئيس أوباما والمبعوث جورج ميتشيل قد تم وضعهم في صورة الأوامر المذكورة والاستعدادات الإسرائيلية الجارية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.