تحقيق محمود جودة وميرفت عبدالرحمن والمحافظات إلهام رفعت وأحمد علي ومحمد الغزاوي استياء خاص جداً ينتاب أهالي القري والشوارع والميادين التي تحمل اسم الجزائر مطالبين بتغيرها فوراً، فبالتحديد في المعادي الجديدة بحي البساتين يوجد ميدان وشارع يحملان اسم "الجزائر" ويمتد هذا الشارع حتي المساكن الكويتية قرب مبني حي البساتين، وتجمعوا أكثر من مرة منذ عشية المباراة معبرين عن احتجاجهم علي ما يحدث مطالبين بتغيير اسم الميدان والشارع إلي أي اسم آخر. استطلعنا أراء الأهالي فقال علاء كمال 29 سنة من سكان شارع الجزائر بالبساتين: اشتعلت النار في قلبي بعد تعدي الجزائريين علي المصريين في السودان خاصة أنني أعيش في شارع يحمل اسم دولتهم، وطالبنا بتغييره إلي "الشارع المصري" واسم الميدان الي "ميدان مصر" بدلا من "ميدان الجزائر" وقال: رغم الوضع المخزي والافعال الشائنة والمعاملة السيئة والاعتداءات التي وقعت علي المصريين إلا أننا لم نستطع فعل شيء ونطالب المسئولين برد حقوق المصريين وكرامتهم المهدرة لا أن نخلد اسم البلد الذي أهاننا بإطلاقه علي الميادين أو الشوارع في مصر فهذا الاسم يعصب الجميع وهو يدل علي شعب همجي من البربر لا يرتبطون بعادات أو تقاليد أو أعراف ولا يعرفون معني العروبة. وقال عبدالرحيم رجب إن سائقي الميكروباص من مترو المعادي الي صقر قريش ومساكن العرايس والبساتين يطلبون من الركاب الذين يقصدون ميدان أو شارع الجزائر أن يقولوا أي اسم أخر مثل "اللي ماتتسماش" وطالب الأهالي بوضع لافتات في الميدان والشارع تحمل رغبتهم في تغيير الاسم ومقاطعة الشعب الجزائري. وانتقد محمد حسن ادعاء الجزائريين مقتل مواطنين منهم علي يد مصريين وتعديهم علي المصريين وهتك الاعراض والتهديدات بالقتل، وقال: يعيش الجزائريون في مصر في سلام وأمان رغم ما حدث ومازالت العلاقات الاقتصادية قائمة رغم تدميرهم لمقرات الشركات الاستثمارية المصرية في الجزائر، مشيرا إلي تشويه الاعلام الجزائري للصورة الحقيقية التي عامل بها المصريون المشجعين الجزائريين في المباراة الأولي باستاد القاهرة. وقال: بعد الاعتداءات الأخيرة وأثناء مطالباتنا بتغيير اسم الشارع وجدت بعض السكان يسبون السودانيين بحجة تواطؤهم مع الجزائريين إلا أن ذلك غير حقيقي لأن الجماهير السودانية كانت تشجع الفريق المصري وكانوا يحملون الأعلام المصرية، إلا أن الشعب الجزائري لم يترك له حسنة تذكر لكي نطلق اسم دولته علي حي أو شارع أو ميدان في مصر. وقال سامي محمود محاسب قانوني من سكان شارع الجزائر: داخل كل منا ثورة نريد اطفاءها والانتصار لكرامتنا فكرهنا هذا الشعب واسم هذه الدولة ولا نريد أن يطلق علي أي مكان في مصر. وقال: مطالبنا بتغيير اسم الميدان أو الشارع إلي أي اسم آخر لن تنسينا الاهانة ولا اهدار الكرامة، ولكن هي محاولة للتعبير عن رأي وموقف الشارع المصري من الإساءة نحوه، وتساءل ما السبب الرئيسي فيما فعلوه؟ معتبرا أن مصر لم تخسر المباراة لأن هذا أنقذ المصريين العاملين في الجزائر من حدوث مذبحة لهم هناك علي يد الجزائريين. ومن جانبها أكدت أم كلثوم شلش عضو مجلس محلي محافظة القاهرة عن البساتين أن المجلس المحلي لا يستطيع تغيير اسم الميدان أو الشارع من الجزائر إلي أي اسم آخر إلا بناءً علي رغبة الجماهير، وأن المجلس سوف يناقش أي شكاوي ترد إليه من السكان بخصوص هذا الأمر علي الفور. وطالبت الاهالي الراغبين في تغيير الاسم بالتقدم إلي حي البساتين بمذكرة تتضمن اسماءهم وعناوينهم موضحا فيها مطالبهم.. وقالت إن اعتداءات الجزائريين كانت اساءة لجميع المصريين وأنها غير متضررة من الشارع لأنها لا تسكن فيه ورغم ذلك فهي تساند الأهالي في مطالبهم بتغيير الاسم حتي يعلم الجزائريون أن المصريين غير راغبين في إطلاق اسمهم علي شارع من شوارع مصر، مشيرة إلي أن هذا تعبير معنوي شديد منهم. وفي سياق متصل عبر أهالي عدد من القري التي يطلق عليها اسم الجزائر في المحافظات عن استيائهم الشديد وغضبهم من إطلاق هذا الاسم علي قراهم، ففي محافظة الوادي الجديد طالب الاهالي بتغيير اسم قرية الجزائر إلي "المصريين" أو أي اسم آخر غير الجزائر. ويقول عادل مراد رئيس المجلس الشعبي المحلي لوحدة صنعاء التي تضم "قرية الجزائر" إن المجلس المحلي وافق في جلسته المنعقدة قبل يومين علي تغيير اسم القرية إلي "مبارك للمصريين" وأنه سوف يتم رفع تلك الموافقات الي المجلس المحلي للمحافظة. وأكد وحيد دويدار رئيس المجلس المحلي لمحافظة الوادي الجديد أن المجلس سيناقش في جلسته المقبلة الطلبات المقدمة من مواطني المحافظة لتغيير اسم قرية الجزائر وشارع الجزائر بمركز ومدينة الخارجة في ظل حالة الغضب التي تجتاح الشارع الواحاتي من الاعتداءات الجزائرية علي الجماهير المصرية في السودان، مشيرا إلي أن تغيير الاسم من شأنه تهدئة الشارع وامتصاص غضب المواطنين. وفي حي العرب بمدينة بورسعيد يوجد شارع بمنطقة أرض العزب في حي العرب يحمل اسم "الجزائر" منذ 15 عاماً ويقول صلاح شحاتة سكرتير حي العرب إن المنطقة التي يوجد فيها هذا الشارع تحمل شوارعها اسماء الدول العربية كنوع من الوحدة العربية. وأكد السعيد الشخطور رئيس المجلس المحلي لحي العرب أن المجلس سيكون له موقف يعلن عنه قريبا من تغيير اسم الشارع تضامنا منه مع الشعب البورسعيدي بصفة خاصة، ومع الشعب المصري بصفة عامة خاصة أن الجميع يرون أن الحياة ليس لها معني أمام الدفاع عن الكرامة والعرض معبرين عن عدم رغبتهم في إطلاق اسم الجزائر علي المناطق. وفي ذات السياق طالب عاطف سلطان عضو المجلس المحلي للمحافظة عن دائرة العرب برفع اسم الجزائر من علي الشارع ومحو أي معالم لهذا الاسم من الوجود المصري كرد اعتبار بسيط للشعب المصري. حسني رزق الله أمين الحزب الوطني بحي العرب كان ضمن بعثة بورسعيد التي سافرت الي السودان لتشجيع المنتخب المصري ورأي بعينه الانتهاكات والاعتداءات علي الجمهور هناك وقال: ما حدث شيء غير عادي يعبر عن حقد دفين داخل نفوس الجزائريين ولذلك يجب محو اسمهم واسم دولتهم من أي مكان داخل مصر. وفي الوقت ذاته بات اسم الشارع وكأنه وصمة عار لسكانه وقال سمير حنا من السكان: لم أتمالك نفسي وأنا أسمع وأري ما حدث لابناء بلدي، وطالب المسئولين بسرعة تغيير اسم الشارع وإطلاق اسم "المصريين" عليه. ويقول محمد حسن أحد سكان منطقة العرب: يجب علي مصلحة الاحوال المدنية أن ترفع من عناوين مساكننا اسم هذا البلد الذي أصبحنا نشعر وكأننا نحمل قنابل موقوتة في جيوبنا. وفي الإسكندرية تقدم عدد من أهالي شارع الجزائر بمنطقة اللبنان بطلب للمجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية يطالبون فيه بتغيير اسم الشارع بعد الاحداث المؤسفة التي حدثت من جماهير الجزائر، ومن جانبه قرر الدكتور طارق القيعي رئيس المجلس المحلي مناقشة هذا الطلب في اجتماع بعد العيد لاختيار اسماء بديلة، كما رفض القيعي تغيير اسم شارع جميلة بوحريد المناضلة الجزائرية بمنطقة السيوف وقال إنها مناضلة تستحق التشريف. وأضاف محروس أحمد أن الجزائريين البربر قاموا بحرق العلم المصري وهذا بمثابة حرق شعب مصر، وقال: زوجتي وأولادي لا يهتمون بكرة القدم لكنهم بكوا بعد الاحداث التي وقعت في السودان ولذلك نحن نريد تغيير اسم القرية في أسرع وقت ولن نقبل هذا الاسم بعد اليوم. ويطالب محمد فريد 20 سنة، بضرورة تغيير اسم القرية أكثر من أي شيء وهذا هو رأي كل شباب القرية، مضيفا أنه وصل لهم خبر تغيير اسماء شوارع في القاهرة والاسكندرية تحمل اسم الجزائر. وتقول ثرية سعد "ربة منزل" بعد كل ما حدث لأولادنا العاملين في الجزائر وجمهورنا في السودان أصبح اسم قريتنا عاراً علينا فقد ذهبنا إلي السودان لنلعب مباراة كرة قدم لكنهم حولوها إلي حرب وهذه تعتبر خيانة ولا يشرفنا أن تكون قريتنا بهذا الاسم.