كما كان الفيس بوك ومجموعاته من أهم وسائل تأجيج المشاعر بين الجزائريين والمصريين، يشهد موقع التعارف الشهير حاليا محاولات ممن يصفون أنفسهم بالمثقفين والمفكرين الجزائريين لتقديم بادرة حسن النية، لتدارك الأزمة التي حلت بين مصر والجزائر، حيث طرح بعض المثقفين الجزائريين علي مبادرة في مجموعة من المثقفين الجزائريين، تحمل اعتذارا للمثقفين المصريين بعنوان "نداء إلي الضمير"، وقاموا بإرسالها للمصريين عن طريق البريد الإلكتروني والفيس بوك، وقد وصلت هذه المبادرة الموقعة من أكثر من عشر مثقفين جزائريين إلي الدكتور المصري هيثم الحاج، الذي يري أن كلا الشعبين لا يجب أن يوقفا علاقتهما أو يقطعانها تحت أي ظرف حتي إن أخطأ طرف منهما، كما يعتقد ان ما حدث بالخرطوم ما هو إلا تدبير من جهة بعينها وليس من كل الشعب الجزائري، ولا يجب التعميم فهي مجرد أقلية منحرفة تريد نشر الفتن والعنف بين البلدين وقد قام بدوره فعاود إرسالها إلي عدد من مثقفي الجزائر علي الفيس بوك، فوقع عليها عشرة آخرون من المثقفين الجزائريين الحريصين علي عودة العلاقات المصرية الجزائرية كما كانت، وجاءت بالرسالة الجزائرية: "نحن المثقفون الجزائريون الموقعون أسفله علي مختلف آرائنا و تصوراتنا لواقع إدارة مؤسساتنا الوطنية وخاصة الشبابية منها، نعلم الرأي العام الجزائري والدولي بأننا نحتج ونندد بأوضح عبارات الاحتجاج والتنديد بالأسلوب الشوفيني المقيت الذي أدارت به المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في كل من البلدين الشقيقين الجزائر ومصر، بكافة أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة تغطية مقابلة كرة القدم بين المنتخبين الشقيقين، هذه التغطية التي حولت التنافس الرياضي الأخوي النبيل إلي فتنة بين الشعبين الشقيقين اللذين تمتد أخوتهما إلي قرون عديدة وستظل هذه الأخوة قائمة إلي الأبد.........". وعلي الجهة الأخري وكنوع من التضامن وإثبات حسن النوايا، قام بعض المثقفين والكتاب المصريين بكتابة صيغة مشابهة قالوا فيها: "إن الشعبين المصري والجزائري تربطهما أواصر وطيدة وعلاقات وثيقة منذ القدم تتمثل في وحدة الدين واللغة والتاريخ المشترك، فقد اختلطت الدماء المصرية والجزائرية في العديد من معارك التحرير، ومن ثم فإننا فناني ومثقفي مصر نرفض وندين أحداث العنف المتبادل التي قامت بها قلة من الغوغاء في كلا البلدين، كما ندين الشحن الإعلامي غير المسئول وغير المبرر الذي قام به بعض الإعلاميين من البلدين". ونحن كفنانين عرب نؤكد ضرورة ألا يتحول المثقفون والفنانون المنوط بهم قيادة الرأي العام إلي قطيع في صفوف الغوغاء، فنهوي جميعا إلي مدارك لا يعلم مداها إلا الله........". وبدورهم وقع عدد من الكتاب الشباب علي البيان، في حين رفض البعض الآخر التوقيع، معللا رفضه باقتناعه بفداحة الخطأ الذي ارتكبه الإعلام الجزائري، وعدم تصحيحه حتي الآن، مما يؤكد إصرار الجزائر حكومة وشعبا علي ما حدث، خاصة مع ما يحدث للمصريين في الجزائر من الشعب الجزائري هناك هذا إن افترضنا أن ما حدث بالسودان بدر من قلة قليلة من الجزائريين ومن أبرز الكتاب الرافضين للتوقيع الكاتب محمد فتحي والكاتب أيمن شوقي وحامد عبد الصمد.