الحكومة باعت عددا من شركات القطاع العام تحت عنوان الخصخصة..! وباعت بعض البنوك حبا في الخصخصة..! وباعت عمر أفندي علشان عيون الخصخصة..! والدور الآن علي المستشفيات الجامعية..! العجيب أنه لا يوجد مفهوم دولي متفق عليه لكلمة الخصخصة..، ولكن الخصخصة في التعبير الاقتصادي تعني نقل الملكية العامة أو اسناد إدارتها إلي القطاع الخاص. والمعروف أن الخصخصة أو التخصيص فلسفة اقتصادية ذات استراتيجية تهدف إلي تحويل عدد كبير من القطاعات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية التي لا ترتبط بالسياسة العليا للدولة، من القطاع العام إلي القطاع الخاص للتخلص من حجم العمالة الزائد وتحقيق الكفاءة الاقتصادية بصفة عامة والكفاءة الانتاجية بصفة خاصة..! وتتم خصخصة المؤسسة عن طريق تحويلها إلي شركة مساهمة مملوكة للحكومة، ويتم بعد ذلك بيع أسهم الحكومة في تلك الشركة للقطاع الخاص..! ويهدف التخصيص سياسيا إلي اختزال دور الدولة ليقتصر علي مجالات أساسية مثل الدفاع والقضاء والأمن الداخلي وبعض الخدمات الاجتماعية. وقد أدي تطبيق نظام الخصخصة في العديد من دول العالم الثالث حيث يتفشي الفساد، إلي ضياع حقوق الدولة والعمال وتحقيق مصالح حفنة من كبار الملاك وأصحاب الثروات المرتبطين بمراكز اتخاذ القرار.. كما أتاحت الخصخصة الفرص أمام الشركات متعددة الجنسيات للهيمنة الاقتصادية في تلك الدول ويتم ذلك غالبًا من خلال امتيازات وضمانات لتلك الشركات من الممكن أن تضر باقتصاد الدولة مثل السماح لتلك الشركات بحرية تحديد الأسعار والأجور، ونوعية التقنية المستخدمة، والاعفاءات الجمركية والضريبية. لذلك فإنه من الخطأ أن يتم خصخصة المؤسسات العامة دون دراسات وافية، لأن القرارات الارتجالية وغير المدروسة أدت إلي بيع بعض المؤسسات بأقل من سعرها في السوق. أقول هذا لأنه بلغني أن رئيس إحدي جامعات يبحث عن شريك ممول لتجهيز المستشفي التعليمي الجديد وتشغيله 465 سريرا غير المعامل والأشعة والمطابخ والمغاسل والمدرجات ومهبط الطائرات أعلي المستشفي..! وهذا أن صدق، معناه أن المستشفي سيتحول إلي وحدة اقتصادية ذات طابع خاص ويكون العلاج فيه كله بأجر كي يحقق أرباحا تدخل جيوب الممول وشركائه..! وعليه العوض في علاج الغلابة وسوف تحرم الخصخصة كلية الطب من هذا المستشفي وهذا معناه منع الطلاب من التدريب في هذا الصرح الطبي الكبير مما سيؤدي وبالقطع إلي تدني مستوي التعليم الطبي ومستوي خريجي كلية الطب علشان خاطر عيون الخصخصة، بالاضافة لأننا لا ندري من سيكون الشريك المرتقب؟ وخاصة أن من أهداف المحظورة التغلغل في الجامعات من ناحية وفي الاقتصاد من ناحية أخري.