بسرعة 058 كيلو مترفي الساعة وعلي ارتفاع 13 ألف قدم حلقت طائرة مصر للطيران بوفد نقابة الصحفيين المصرية من مطار القاهرة في السادسة وثلاث دقائق صباح الاربعاء لتصل الي مطار الخرطوم في الثامنة بتوقيت القاهرة حيث تصادف وجود عدد من مشجعي الجزائر ممن حاولوا الاحتكاك اللفظي بالوفد المصري مطلقين السباب والوعيد الذي جاء معظمه باللغة الفرنسية وسط هتافات المصريين وعدد من السودانيين بالنصر لمنتخب مصر، فيما كانت الحفاوة من الاشقاء السودانيين بالغة حريصين كل الحرص علي طلب الأعلام المصرية مؤكدين أنهم لا يجدون اعلاماً مصرية لاستخدامها في التشجيع في الوقت الذي يقوم فيه جزائريون بتوزيع علمهم الوطني بكثافة مع عشرة جنيهات لكل سائق مركبة أو مواطن سوداني بهدف استقطاب اكبر عدد من السودانيين لتخفيف حدة التأييد للمنتخب والجمهور المصري مضيفين ان »الزول« أو الرجل الواعي يرفض. وحينما توافد عدد من مراسلي الصحف والاذاعة والتليفزيون السوداني للترحيب بالوفد الصحفي المصري والحصول علي تعليقات وتصاريح داعين بالفوز لمصر أفادت معلومات عن أن بعض الجزائريين سألوا مواطنين سودانيين عن أماكن بيع الخناجر والسكاكين بالخرطوم. انتقلت الحافلة متجهة الي السفارة المصرية وسط اشارات الفرحة السودانية بالشوارع لتصل الي مقر السفارة بشارع الجامعة - المقرن بالخرطوم حيث نظم سودانيون مظاهرة حب وتأييد استمرت قرابة الساعة امام السفارة انضم لها مصريون مقيمون بالسودان وما هي لحظات إلا وقام مشجع جزائري يستقل حافلة يضرب زميلاً صحفياً بعصي علي رأسه فأصابه ولاذ بالفرار، فيما انشغل الوفد الصحفي باستنكار عدم ترحيب السفير بالوفد وحجز تذكرة درجة ثالثة لينهي بتعديل الموقف الي الدرجة الاولي والثانية. نقلت ملاحظة ندرة الاعلام إلي السفير عفيفي عبدالوهاب فلم ينف وأكد بالفعل نشاط الجزائريين في التوزيع ودفع مبالغ مالية مبررا موقف السفارة المصرية بأنها وزعت 3 آلاف علم وتنتظر المزيد مضيفا لن نستطيع توزيع اعلام علي كل المصريين والسودانيين مشيرا الي ان البعض يطلب تذكرة للمباراة وحصة مصر المحددة 9 آلاف تذكرة فقط وزعت من خلال لجنة علي الجهات المنظمة للرحلات مشددا علي ان العدد ذاته حصلت عليه الجزائر . لكن المؤسف ان عدد الجزائريين بالمدرجات كان يفوق بكثير هذا العدد.. وفي حين أكد السفير ان هناك خطة لتأمين الجماهير عقب المباراة مفادها أن تنصرف جماهير المنتخب الذي لم يوفق أولاً ثم بعد ثلاث ساعات يبدأ انصراف جماهير المنتخب الفائز علي ان يكون لكل منهما مكان تجمع يبعد عن الآخر 2 كيلو متر. ومن جانبه، لم ينف المستشار اسامة شلتوت نائب رئيس البعثة المصرية بالخرطوم معلومة بحث الجزائريين عن الخناجر بل أكد ان لديه معلومات مماثلة وانه قام بالاتصال بجهات الأمن السودانية التي اكدت بدورها انها ستقوم بتفتيش المشجعين. عقب المباراة صفق الجمهور المصري للمنخبين المصري والجزائري بروح رياضية وبدأ الانصراف، وفور وصولنا للمطار فوجئنا بثلاثة اتوبيسات وقد حطمت نوافذها تماما حيث افاد من كانوا بداخلها انهم تعرضوا لاعتداء بالاحجار من جمهور جزائري كان في الشوارع ولم يشاهد المباراة بالاستاد اضافة الي ملاحقة عدد من المصريين واحتجازهم في منزل احد السودانيين حتي سيطرت الشرطة السودانية علي الموقف وتوالت شهادات من حضروا للمطار يروون ما تعرضوا له من اعتداءات. سألت جنديا سودانيا من شجعت قال مصر وازاح سترته العسكرية عن فانلة حمراء وجهت السؤال ذاته الي ملازم اول وقف الي جواره فقال كنا نعرف ان خسارة الجزائر تعني تحطيم الخرطوم سأله زميلي نشأت حمدي واين اجراءاتكم قال مهما نفذنا الاجراءات فإن الصدام سيسفر عن خسائر!! فاختيار السودان كان خاطئاً لضعف الأمن بها.