علي الرغم من فتوي الأزهر باعتبار جمع التبرعات لحج الفقراء نوعاً من التسول إلا أن الجمعيات الخيرية أكدت أنها أقلعت نهائيا عن مسألة جمع التبرعات لمساعدة الفقير الذي يريد أداء الحج والقيام بالفريضة وعللت ذلك بعدد من الاسباب المختلفة. فمن جانبه يوضح اللواء أحمد عبدالفتاح رئيس جمعية الحصري أن الجمعية قامت ولمرة واحدة فقط بجمع التبرعات لأداء فريضة الحج ولكن تم جمع التبرعات لتذكرة حج واحدة فقط نظرا لقلة عدد المتبرعين. بينما يقول د.عبدالله سعيد رئيس جمعية الاستقامة التابعة لمسجد الاستقامة بالجيزة إنه نادراً ما يأتي شخص للتبرع بالحج أو ينعدم ذلك تقريبا، كما أن التبرعات تكون رمزية لاتكفي لتذكرة حج ومن جانب آخر لايوجد من الفقراء من يطلب التبرع لاداء فريضة الحج فيكتفي بطلب احتياجاته الضرورية التي تكفي لقوت يومه. أما القائمون علي جمعية مصطفي محمود التابعة لمسجد مصطفي محمود فيوضحون أن الجمعية كانت تقدم بالفعل خدمة التبرعات للحج والعمرة للفقراء ولكن نظراً لارتفاع أسعار الحج والعمرة انعدمت التبرعات حيث كانت أسعار تذاكر الحج قديمة متوسطة الاسعار ليستطيع محدودو الدخل التبرع بها، كما أنه لايوجد طلب من الاشخاص للحج لانهم أصبحوا يرون أن الحج الآن أصبح من باب الرفاهية، وامتنعت الجمعية عن القيام برحلات حج حيث إنه يبدأ الاشخاص من ذهبوا في رحلة الحج بالتبرع بإبداء الاستياء من الاماكن التي نزلوا بها أثناء أداء الفريضة لهذا امتنعت الجمعية. أما جمعية الشيخ يسن تقدم رحلات حج وعمرة ولكن بشرط أن يأتي المتقدم لأداء الفريضة بمبلغ وتكمل له الجمعية مع التأكد من احتياجه. وتختلف جمعية أبوالعينين عن بقية الجمعيات حيث إنها لا تأخذ أي تبرعات من الافراد للحج بينما تتبرع هي بتكاليف الرحلة كاملة بشرط ألا يكون المتقدم أقل من 50 عاماً وعمل القرعة العلنية. وبالرغم من حسم لجنة الفتوي بالأزهر الرؤية الشرعية لمسألة التبرع للحج كان الخلاف مازال قائما بين علماء الأزهر، فمن جانبه يقول الدكتور محمد سلامة استاذ الفقه بجامعة الأزهر بالزقازيق إن الحج عن طريق التبرع حلال، توافقه في الرأي الدكتورة سعاد صالح استاذ الفقه بالأزهر علي أن الحج مقبول عن طريق جمع التبرعات من باب الايثار والاحسان والتعاون والتكافل بين المسلمين. بينما تري الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن التبرعات لتشغيل عاطل أو تزويج شاب أو فتاة أولي كما أن صيانة كرامة الفقراء والمساكين الذين ارتفعت نسبتهم الآن تكون في أداء الفقير علي فريضة الحج لأن شرطها لمن استطاع.