يواصل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم تدريباته بالعاصمة السودانية علي أحد الملاعب القريبة من الفندق استعدادًا لمباراته الفاصلة والمصيرية أمام الجزائر لحسم الفريق المتأهل لنهائيات بطولة كأس العالم التي ستقام بجنوب أفريقيا بعد أن تساوي المنتخبان في عدد النقاط والأهداف بعد فوز المنتخب الوطني الكبير أمس الأول بهدفين مقابل لا شيء باستاد القاهرة الدولي أحرزهما كلاً من عمرو زكي في الدقيقة الثانية من المباراة والوقت بدل الضائع لعماد متعب.. وسوف يؤدي الفريق مرانه في السابعة والنصف بتوقيت السودان الثامنة والنصف بتوقيت القاهرة وهو نفس توقيت المباراة والتي تحدد أن تكون علي ملعب نادي المريخ السوداني بعد اتصالات مستمرة مع اتحاد الكرة السوداني. وقد تحدد أن يكون طاقم التحكيم من أوروبا إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سوف يقوم باختياره خلال الساعات القليلة المقبلة. وكانت المفاجأة كما يقول شوقي غريب المدرب العام أن كل شيء كان قد تم ترتيبه من قبل الجهاز الفني وحتي يوم 18 نوفمبر من خلال إنه تم حجز الفندق الذي تقيم به البعثة في السودان وكان قد تم إرسال أحد مسئولي اتحاد الكرة لحجزه ومشاهدة ملعب المباراة بعد أن وضع الجهاز الفني احتمالية الوصول بمباراة القاهرة إلي لقاء فاصل بالسودان وهو ما حدث. وكان الفريق قد وصل أمس - الأحد - بعد أن أقلعت الطائرة في الرابعة مساء متوجهة إلي السودان وكان في استقبالها أعضاء السفارة المصرية والذين قاموا بتسهيل إجراءات الدخول وسط حفاوة وترحيب من الأخوة في السودان والتي يوجد بها عدد غير قليل من المصريين.. وسوف يقوم الحزب الوطني بتنظيم رحلات سفر للسودان للتشجيع ومؤازرة ومساندة المنتخب في مشواره بكأس العالم الذي بات قريبًا منه.. بالإضافة إلي تنظيم شركات السياحة لرحلات سفر إلي السودان لمن يرغب من الجماهير ورجال الأعمال التي ستزحف جميعها وراء المنتخب لتشجيعه علي حد قول حازم الهواري عضو مجلس اتحاد الكرة.. وتوجد طائرة كاملة سوف تخرج من أسوان متوجهة إلي السودان. الجدير بالذكر أن المسافة من أسوان أقل من ساعة بالطائرة وساعة ونصف من القاهرة.. وقد أدي الفريق تدريبًا خفيفًا أمس بعد أن خلد اللاعبون للراحة بعض الشيء وفق البرنامج الذي أعده الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة المدير الفني ومعاونيه شوقي غريب وحمادة صدقي المدرب وأحمد سليمان مدرب حراس المرمي لمراعاة حالة الإجهاد والسفر وكذلك خوضهم مباراة قوية مع منتخب ليس سهلاً. في حين يؤدي الفريق تدريبه الرئيسي غدًا علي ملعب المباراة..وكان حسن شحاتة قد سمح أمس الأول للاعبين بحضور أسرهم وذويهم للجلوس معهم عقب مباراة مصر والجزائر من أجل خروجهم من حالة الملل التي كانوا عليها بسبب المعسكر الطويل، والذي بدأ منذ 27 أكتوبر الماضي.. وكان حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة قد توجه إلي الفندق الذي يقيم به المنتخب بالتجمع الخامس عقب المباراة واجتماع مع الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة في وجود سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة ونائبه هاني أبوريدة والعضوين حازم الهواري ومحمود الشامي استمر ما يقرب من 35 دقيقة سبقه اجتماع مصغر آخر برئاسة زاهر وفي غياب شحاتة والذي صعد لغرفته لتغيير ملابسه وحضره شوقي غريب وصدقي وسليمان وانضم إليهم الهواري والشامي في وجود أبوريدة، وذلك لبحث ترتيبات مباراة السودان. ومن المنتظر أن يتوجه حسن صقر إلي هناك يوم الأربعاء لمشاهدة اللقاء ومؤازرة الفريق.. وقد سافر بصحبة المنتخب كل من سمير زاهر رئيس الاتحاد والمشرف العام علي الفريق وحازم الهواري رئيس البعثة وهاني أبوريدة نائب رئيس الاتحاد.. كما قام أيمن يونس عضو مجلس الإدارة بزيارة المنتخب في الفندق أمس الأول.. كما نزل كل من السيدين جمال وعلاء مبارك إلي غرفة خلع ملابس للاعبين عقب المباراة لتهنئتهم بالفوز الكبير وقاما بحديث جانبي مع حسن شحاتة سألاه عما كان يريد أي طلب لتنفيذه علي الفور حتي يكلل الله مجهوداته بالتأهل لكأس العالم، وقد شكرهما شحاتة علي مساندتهما الكبيرة للمنتخب. وقد علمت "روزاليوسف" بعضا من أسرار تشكيل المنتخب في لقاء الجزائر الأخير ومنها أسباب غياب محمد شوقي عن المباراة وخروجه من قائمة ال18 وهي شكوي اللاعب من بعض الآلام في قدمه، الأمر الذي جعله يؤكد لحسن شحاتة أنه غير جاهز للبدء في اللقاء.. كما أن أسباب الدفع بأحمد فتحي في وسط الملعب والمحمدي في مركز الظهير الأيمن هو أن أحمد حسن ومحمد حمص لا يملكان السرعة الكافية في الأداء، وأصبح في حكم المؤكد أن يجري المدير الفني تعديلاً علي تشكيل المباراة بعد غد وذلك بعودة حسني عبدربه بعد شفائه من الإصابة التي كانت قد تعرض لها مع ناديه أهلي دبي والتي منعته من المشاركة في المباراة.. كما سيعود وائل جمعة بعد انتهاء إيقافه لحصوله علي إنذارين في لقاء زامبيا بالتصفيات.. وفي جملة قصيرة قالها حسن شحاتة ل"روزاليوسف" قبل السفر للسودان بأنه يطلب من المولي عز وجل أن يتمم النصر الذي تحقق بالفوز علي الجزائر بهدفين علي خير، وذلك بالتأهل إلي مونديال جنوب أفريقيا.. في حين قال حازم الهواري عن أحداث المباراة أنها كانت عصيبة، إلا أنه كان متوقعًا الفوز وأن من طبيعته التفاؤل حتي في أغلب أوقات المباراة عندما وصلت إلي الدقيقة 90 النتيجة مازالت هدفًا واحدًا فقط.. وأنه كان علي يقين من إحراز هدف ثان! علي الجانب الآخر قامت بعض الجماهير القليلة بتكسير زجاج ثلاثة أتوبيسات من التي كانت ستقل الجماهير الجزائرية لأماكن إقامتهم مما جعل الشرطة تقوم بالتدخل علي الفور عند استاد القاهرة ومحاصرة المكان والقبض علي بعض العناصر التي قامت بالشغب.. ومن جانبه أكد هاني أبوريدة نائب رئيس اتحاد الكرة وعضو الاتحاد الدولي أن الفيفا ستصدر عقوبات مالية علي مصر بسبب الأدخنة التي اندلعت في المدرجات ووصلت إلي ملعب المباراة عقب الهدف الثاني. وكان المنتخب الوطني قد عاش ليلة سعيدة بعد الفوز الكبير وتلقي الجهاز الفني واللاعبين مكالمات هاتفية من كل صوب وحدب للتهنئة وتمني الفوز في اللقاء المقبل في السودان، في حين خرجت الملايين من الجماهير إلي الشوارع في كل أنحاء مصر لتعبر عن فرحتها الشديدة بالسيارات حاملة الأعلام المصرية. وبعيدًا عن الفرحة فإن الجهاز الفني.. سيقوم في تدريبات اليوم وغدًا بعلاج الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون خلال المباراة وأهمها في خط الدفاع بعدم التمركز الجيد في منطقة الجزاء الأمر الذي تعرض فيه عصام الحضري حارس المرمي لضغط من الجانب الجزائري وأضاعوا ثلاث فرص محققة أنقذها الحضري الذي كان له دور مؤثر في خروج النتيجة بهذا اللقاء وووجود سرحان من بعض اللاعبين.. كما أن التمريرات غير دقيقة في أوقات كثيرة من المباراة.. وبلاشك فإن رؤية الجهاز الفني للقاء المقبل ستكون مختلفة عن المباراة السابقة لاسيما أن المنتخب الجزائري ستختلف طريقة لعبه في السودان عن أمس الأول والذي كان يلعب فيه رابح سعدان المدير الفني للجزائر بطريقة دفاعية علي اعتبار أنه كان متقدمًا بهدفين إلا أن تفكيره وأسلوب لعبه سيختلف وسيكون هجوميا في المقام الأولي لاسيما أن الخضر لهم نفس الطموحات وهو ما يعلمه الجهاز الفني بقيادة شحاتة والذي سيلعب بحذر دفاع أكبر خشية من الهجمات الجزائرية.. كما سيقوم الجهاز الفني واللاعبون بمشاهدة لقاء مصر والجزائر عدة مرات لدراسته جيدًا وعلاج الأخطاء.. كما وضح ارتفاع الروح المعنوية والإرادة من جانب اللاعبين عقب المباراة والرغبة والإصرار في الفوز علي الجزائر في السودان والتي لا نحتاج منها سوي هدف واحد فقط.