اقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عقد مؤتمر دولي في باريس يبحث السلام في الشرق الأوسط ويضم الأطراف الفاعلة في المنطقة. وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس أن ساركوزي طرح خلال لقائه الأربعاء الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عقد المؤتمر في مسعي فرنسي لكسر الجمود الذي يكتنف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وسوريا، وأوضحت أن المؤتمر سيضم وفقا للاقتراح الفرنسي زعماء مصر والأردن ولبنان وسوريا وفلسطين وإسرائيل إلي جانب ممثلين عن واشنطن وموسكو والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن نتانياهو والرئيس السوري بشار الأسد لم يرفض الاقتراح الذي تم إطلاع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عليه. وقال مسئول حكومي إسرائيلي ردا علي سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية حول هذا الاقتراح: إن إسرائيل مرتاحة مسبقا لأي إمكانية لقاء بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيسين السوري والفلسطيني. وفي السياق ذاته دعا الرئيس الفلسطيني الدول والهيئات الدولية إلي إنقاذ مسيرة السلام في الشرق الأوسط. وأكد عباس أمس في رسالة مكتوبة للشعب الفلسطيني بمناسبة الذكري ال21 لإعلان الاستقلال أن عملية السلام هي خيار استراتيجي ننشده ونتبناه حتي ينعم الجميع بثماره، محذرًا في الوقت ذاته من أن عملية السلام تتعرض في هذه المرحلة إلي تخريب وتغييب ممنهج ينذر بأوخم العواقب، ملقيا المسئولية عن ذلك علي إسرائيل جراء استمرار تعنتها وتنكرها لمرجعيات عملية السلام والتزاماتها ومتطلبات إنجاحها وتحقيق أهدافها. وفي عضون ذلك دخل الإسرائيليون والفلسطينيون في سجال غير مباشر حول الدولة الفلسطينية المقبلة وإذ جدد وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيجدور ليبرمان، معارضته لفكرة إقامة دولة فلسطينية من الأساس مشيرا إلي أن إقامة هذه الدولة لن تقود إلي نهاية الصراع، بل ستنقله إلي داخل دولة إسرائيل، وسيدفع ذلك عرب إسرائيل إلي المطالبة بحكم ذاتي في الجليل والنقب. فيما قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية دون اتفاق سلام وذلك في أول تعقيب علي إعلان الفلسطينيين التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار دولي يعترف بالدولة الفلسطينية علي حدود 67، وأضاف بيريز إن حل الدولة الواحدة للشعبين أيضا غير منطقي، ومن يقترحه يقترح حربًا طوال الحياة. علي الجانب المقابل أوضح رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن القيادة الفلسطينية لا تسعي إلي إعلان الدولة من طرف واحد، لأن ذلك سيسمح لإسرائيل بفرض دولة ذات حدود مؤقتة علي أجزاء من الأراضي الفلسطينية فقط، وقال عريقات لإذاعة صوت فلسطين أمس: إن المطلوب هو اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة من خلال التوجه إلي مجلس الأمن الدولي، معتبرا أن معارضة إسرائيل لهذا التوجه تأتي في إطار رفضها لحل الدولتين ومحاولة تصفيته. ورد مصدر في الحكومة الإسرائيلية علي عريقات بالقول: إن أي حل يجب أن يكون نتيجة تفاوض، واصفا أي خطوة من جانب واحد بأنها ستكون سرابا. ووصف المصدر موقف عريقات بأنه محاولة فلسطينية للضغط علي الولاياتالمتحدة وإسرائيل للقبول بتجميد النشاط الاستيطاني.