افتتح صباح أمس الأول المؤتمر الدولي "تراث داروين الحي"، الذي ينظمه مركز الدراسات والبرامج الخاصة CSSP بمكتبة الإسكندرية، بالاشتراك مع المجلس الثقافي البريطاني، في الفترة من 14 إلي 16 نوفمبر الجاري، بمشاركة 120 مُتحدثا أكاديميا مرموقا من أكثر من ثلاثين بلداً. استهلت الكلمات الافتتاحية في المؤتمر بكلمة مارتين ديفيدسون، الرئيس التنفيذي للمجلس الثقافي البريطاني، الذي تحدث عن أهمية المؤتمر قائلا: المؤتمر يبني التفاهم والتبادل الثقافي من خلال هذا اللقاء بغض النظر عن الثقافات التي ننتمي إليها، لقد كانت نظرية داروين ثورة في الفكر العلمي ومنذ نشر كتابه الأول كان مثيراً للجدل ومازال حتي الآن. ثم تحدث راندال كينز، أحد أحفاد داروين، وهو كاتب لديه العديد من المؤلفات من أهمها كتابه عن "الخلق"، وأشاد بما قدمه جده وإسهاماته في العديد من مجالات الحياة، لافتاً إلي أن داروين كان سيكون سعيداً جداً بمناقشة أفكاره ونظرياته هنا في مكتبة الإسكندرية، وشدد كينز علي ضرورة الفصل بين الخطاب الديني والخطاب العلمي عند قراءة أعمال داروين. وأكد أن داروين كان يتحدث عن الأسلاف والأنواع وتطورها بطريقة لا متناهية في حياة البشرية، لكنه لم يعالج الأمر، ولو كان حياً الآن لكان طلبه أن تتم متابعة التغيرات التي طرأت علي كل الأنواع خلال 150 عاماً، وكان ليكون حزيناً علي تدمير الأنواع والسلالات الذي يحدث في العالم الآن وكيف ضيعنا هذا الجمال والتنوع والثراء. وألقي مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين، محاضرة خلال الجلسة الافتتاحية بعنوان "إضاءات علي داروين وفكره العلمي"، أكد فيها أن العلم ؤيتطور عن طريق الفضول والشغف بالمعرفة، وأنه لا توجد حقيقة مطلقة، ولابد أن نكون حريصين للوصول إلي الحقيقة بشكل موضوعي، وأوضح أن العقيدة الإسلامية، رفعت من قيمة التفكير العلمي. وأوضح أن داوين لم يقل أن الإنسان أصله قرد، بل نظريته تشير إلي أن الإنسان والقرد لهم أصل واحد وفقا للتطور الكوني، وهذه النقطة المحورية في نظريته هي التي أثارت الجدل، ولفت إلي أنه إذا لم يكن لدينا أصل واحد فلماذا يوجد لدي جميع الكائنات البروتينات الأربع الأساسية في الحمض النووي DNA؟!