السفير السوري يرد علي رئيس التحرير : سوريا لم ترفض قرار الجمعية العامة بخصوص تقرير "جولدستون" ورئيس التحرير يعقب علي السفير : أنت تعترف بما نشرناه.. ونرجوا من سوريا أن تراجع سياستها أرسل السيد يوسف أحمد سفير الجمهورية العربية السورية في القاهرة خطابا إلي رئيس التحرير تعليقا علي مقاله يوم الأحد الماضي.. الذي تناول فيه خمسة موضوعات.. من بينها موقف سوريا من مشروع القرار العربي للتصويت علي جولدستون فيما يخص حرب غزة.. والذي حصل علي تأييد 114 دولة من أعضاء الجمعية.. وفيما يلي تعليق السفير الذي شمل أيضا موضوعا آخر: وهذا نص الخطاب السيد عبدالله كمال المحترم رئيس تحرير صحيفة "روزاليوسف" تحية عربية وبعد، إن الإعلام في غاية غايته يسايره الصدق، ومن الصدق مع النفس ومع العصر أن نعرض الحقيقة وأن نعمل علي تجسيد فكرتها. وإيمانا مني بالدور النبيل والحساس الذي تمارسه وسائل الإعلام العربية في خدمة القضايا القومية للأمة، ولاسيما القضية الفلسطينية، وحرصاً علي إيضاح الحقائق ووضع القارئ العربي في الصورة الحقيقية لكل حدث، فقد وجهت رسالتي هذه للرد علي ما ورد في مقالك المنشور في الصفحة السابعة من عدد صحيفة "روزاليوسف" ليوم الأحد 8 نوفمبر 2009، تحت عنوان "فضيحة سورية.. موقف سورية الغريب"، حول تبني مشروع قرار عربي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص تقرير "جولدستون". راجيا الاطلاع علي الحقائق التالية التي تنفي كل ما ورد ضمن المقال المشار إليه: من الناحية الإجرائية، من المعروف ضمن أنظمة الأممالمتحدة أن تقديم مشاريع القرارات إلي جمعيتها العامة ومجالسها ومؤسساتها وهيئاتها المختلفة، يتم من قبل إحدي الدول التي تبنته بداية وباسمها، وليس باسم رئيس المجموعة الإقليمية. وخلافا لما ورد في المقال، فإن سوريا لم ترفض بصفتها رئيسا للمجموعة العربية تقديم مشروع القرار، وقد قامت جمهورية مصر العربية الشقيقة بتقديم المشروع، بصفتها إحدي الدول التي تبنته، وليس نيابة عن رئيس المجموعة. أما من حيث مضمون مشروع القرار، فإن سوريا لم ترفضه بل تحفظت علي فقرة واحدة في المشروع وجدت أن فيها مؤشرا علي المساواة بين الجلاد الإسرائيلي والضحية الفلسطينية، وبين المعتدي والمعتدي عليه، في حين أن الحقيقة الجلية في تقرير "جولدستون" كانت تركز علي أن إسرائيل التي تحتل الأرض، هي المعتدي وهي من استخدمت أعتي أنواع الاسلحة المحرمة دوليا في عدوانها علي الشعب الفلسطيني. لم يذكر المقال أن سوريا أيدت القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يشر إلي انتقاد سوريا الشديد للدول التي صوتت ضد القرار أو امتنعت عن التصويت، وهي ذات الدول التي تقدم نفسها علي أنها من دعاة وحماة حقوق الإنسان في العالم. السيد رئيس تحرير "روزاليوسف" كنت ومازلت أقدر الكفاءة المهنية والرسالة الوطنية والقومية لأي صحيفة عربية، ولا يفسد للود قضية بيننا لو أنني مارست من موقع المتلقي قدراً من العتب واللوم علي صحيفتكم.. عتب نابع من علاقات الأخوة والتاريخ المشترك الذي جمع بين الشعبين والقيادتين في مصر وسوريا علي الدوام، فلطالما تقاطعت خطواتنا في أكثر من منعطف، ولطالما تضافرت جهودنا إعزازاً لأمتنا ورفعا لشأنها، لأن ما بين مصر وسوريا عري لايمكن أن تنفصم، فالغاية واحدة في نهاية الطريق، وإن اختلفت الآراء والاجتهادات والاستراتيجيات، وأنتم تعلمون أن لا فضائح ولا غرائب في سياسات سوريا أو في مواقفها. ونحن نقدر دور الصحافة ونحترم حريتها حين تبدي الرأي والانتقاد، وحين تعرض الرأي والرأي الآخر بكل شفافية، وتحرص علي استقصاء الحقيقة كاملة وراء كل قصة، بعيداً عن المفردات والعناوين القاسية التي لاتخدم غايتنا جميعا في العودة بالعلاقات العربية العربية بشكل عام، والسورية المصرية بشكل خاص، إلي مسارها الطبيعي. أرجو أن يكون في رسالتي هذه ما يكفي لشرح وتوضيح حقيقة الظروف التي رافقت صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول تقرير "جولدستون" كما أرجو نشر هذا الرد في المكان المناسب الذي يمكن القارئ من الاطلاع علي حقيقة الموقف السوري، وأن تبقي "روزاليوسف" كما عرفناها علي مدي سنوات طويلة، تقف ضد كل ما يخالف القيم العربية في رسالتها وثقافتها. السفير يوسف أحمد سفير الجمهورية العربية السورية في القاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية وتعليق من رئيس التحرير علي السفير: 1 لم يتضمن رد السيد السفير بعكس ما قصد أي نفي للمعلومات التي أوردتها في مقالي.. ومحورها الأساسي أن سوريا لم تتبن مشروع القرار العربي.. رغم أنها رئيسة المجموعة العربية في الجمعية العامة. 2 أقر السيد السفير بأن سوريا قد تحفظت علي الفقرة التي أشرت إليها في مقالي.. وهي الخاصة بأن المشروع العربي يوافق علي أن تتبني حركة حماس لجنة تحقيق خاصة. 3 أكد السفير أن مصر هي التي تبنت مشروع القرار العربي.. ولكنه لم يذكر أن ذلك بناء علي طلب المجموعة العربية. 4 بالفعل أيدت سوريا القرار.. أنا لم أقل غير ذلك.. ولكن الذي يتبني مشروع القرار عليه أن يدافع عنه أمام الجمعية العامة.. وهو ما فعلته مصر.. وبالطبع ليس هو ما فعلته سوريا. 5 يعتب السيد السفير علي "روزاليوسف" طريقة معالجتها.. معتقدا أن مفرداتها وعناوينها القاسية لاتخدم غاية عودة العلاقات الطبيعية العربية العربية بشكل عام والسورية المصرية بشكل خاص.. وإذا كان من حقه العتب.. فإن ما ليس من حقه أن يوحي لنا بالطريقة التي نراها أفضل.. لتحقيق نفس الهدف.. نحن أحرار في أن نستخدم المفردات التي نراها.. والطريقة التي نراها مناسبة في العرض.. طالما أننا لم ندع علي بلده ما ليس حقيقيا.. وقد أثبت خطاب سيادته دقة ما نشرناه. 6 في اعتقادي الشخصي أن الغاية ليست واحدة كما يدعي السيد السفير.. وأن الأمر يتخطي مجرد اختلاف الاجتهادات والاستراتيجيات.. وإنما هناك مناهج متباينة تقود إلي مقاصد أحيانا تتناقض.. الطريق إلي القاهرة لايمر باجتهاد يبدأ من طهران. 7 - نحن نأمل من الأشقاء في سوريا أن يراجعوا سياستهم وأن يمعنوا التفكير مرة أخري في مواقفهم التي أدت إلي ما يريد السفير في خطابه أن يتم تجاوزه.