هل من الممكن أن تضبط الجمعية العمومية نفسها متلبسة بخداع نفسها.. تتلقف برامج وشعارات ومصطلحات ترددها دون الغوص في أعماقها بحثا عن حقيقة المصطلح وآليات تحقيق البرنامج وقدرة مقدمه علي اجتياز عقبات وتحديات تنفيذه وخبراته السابقة؟ قديما كان المعلم سقراط يبدأ الحوار مع تلاميذه بالتعريف بحثاً عن معاني الكلمات التي يستخدمونها لدفعهم للتفكير للوصول للحقائق....هذا المنهج تحتاجه الجماعة الصحفية اليوم بل يحتاجه الإعلام العربي اجمع ..بعد أن بات يردد مصطلحات تسوقها دول وجماعات وأفراد لتحقيق هدف السيطرة علي ذهنية المتلقي... بداية من مصطلح معاداة السامية وحتي الاستقلال النقابي مروراً بجيش الدفاع الإسرائيلي وغيرها من المصطلحات ... فلا الصهاينة ساميون وما جيشهم إلا جيش الاحتلال... وحتي ابسط الأمور مصطلح مرشح الاستقلال النقابي وكأن المنافسين مرشحو تيارات الاحتلال والموالاة! ارحمونا يرحمكم الله. المهنة تئن من المشكلات، تتعرض للاغتيال بالسم البطيء والمرشحون لا يقدمون جديدًا و قطاعات من الجمعية العمومية يغلبون توجهاتهم السياسية علي الانتماء المهني.. ففي الوقت الذي تعيش فيه نقابة الصحفيين عرس الديمقراطية الحقيقية من خلال انتخابات مشهود لها بالنزاهة نجد من لا يعير البرامج ادني اهتمام بل من المرشحين من لم يشغل نفسه بصياغة برنامج حقيقي مصحوب بآليات التنفيذ مدركاً التحديات التي ستواجهه. واللافت أن جميع المرشحين وأعضاء المجلس الحاليين ومنافسيهم الذين لم يوفقوا في الانتخابات الماضية حملت برامجهم ذات القضايا إلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر والارتقاء بالأجور والإسكان وقانون حرية تداول المعلومات.. وهناك من يريد ضرورة الاستقلال المالي للنقابة وغير ذلك من بعض البنود التي تعكس قدرة كل مرشح علي الاجتهاد... لكن أين الآليات؟! هناك من البرامج الانتخابية ما يشبه الخريطة التي تهدي الجماعة الصحفية إلي طريق حل المشكلات ومنها ما يحتاج خرائط تهديك للخروج من متاهاتها!!.. ليس المطلوب تشخيص المرض ووصف العرض، الجميع قادر علي هذه المهمة المطلوب هو الحلول القابلة للتنفيذ وضمانات تحقيق ما يعد به كل مرشح وجدول زمني لتحقيق كل مرحلة من مراحل البرنامج. مطلوب حلول لعلاج تردي المهنة ,والحفاظ علي كرامتها بعد أن تزايد عدد منتحلي صفة الصحفيين.. نحتاج مرشحًا لديه القدرة علي مواجهة جماعات المصالح التي ترقي ممارساتهم إلي مستوي الفساد، لا أن يخشاهم وينظر إليهم علي أنهم كتل انتخابية لأنه ببساطة يكون بذلك باحثًا عن مجد شخصي وليس باحثاً عن مستقبل أفضل للمهنة والجمعية العمومية، شريكاَ أساسياَ باختيار من يملك الحل ببرنامج يحقق تنمية لموارد النقابة وصولا إلي أن كل قاعة من قاعات النقابة تحتاج لبرنامج لتنميتها واستغلال مواردها فالمكتبة تتطلب تطويراَ ومركز التدريب والأدوار غير المستغلة, مطلوب نظرة متكاملة وتغليب العقل علي العاطفة والقبلية والمؤسسية والانتماءات السياسة من أجل المهنة ومستقبل أعضائها.