لابد أن تذهب جماعة الإخوان إلي عيادة نفسية. ويفضل احتجازها في مستشفي عدة أشهر. فإما أنها قد جنت.. أو أن ولاءها لإيران أصبح أكبر من أن تسيطر عليه. أمس الأول أصدرت بيانًا تعلق فيه علي حرب الحوثيين في اليمن.. بعد أيام من دخول المتمردين اليمنيين إلي الأراضي السعودية.. لكن البيان طالب السعودية بالتدخل لحقن الدماء. الجماعة لم تدن التعدي علي الأراضي السعودية.. ولم تقل إن علي الحوثيين ألا يقحموا السعودية في معركتهم الباطلة أصلاً مع النظام في اليمن.. بل إنها وجهت كلامها إلي خادم الحرمين.. وطالبته بأن يتوسط لإصلاح ما بين الفرقاء اليمنيين.. وقال بيان الجماعة المحظورة إنها ألم نفوسها القصف المتبادل بين الحوثيين والسعوديين وتلك الدماء المهدرة ودخول جيش المملكة ساحة القتال! ولم تخجل الجماعة حين قالت: إن من حق المملكة أن تحمي حدودها وتحافظ علي أمنها.. لكن دور المملكة أكبر من ذلك بكثير! سوف أضع دماغي جانبًا.. واعطني عقلك. ودعني أعيد قراءة هذا الكلام: بلد اسمه السعودية. دخل أرضه متمردون من بلد آخر.. هاربون من قتال. اشتبكوا مع سلطات السعودية. أو حتي لم يشتبكوا. السلطات أرادت أن تحمي أرضها.. وألا تكون ملعبًا خلفيًا لنزاع في بلد شقيق مجاور. طاردت المقتحمين. فيأتي الإخوان يقولون لك إن السعودية لها دور أكبر من أن تحمي أرضها. لقد نشرنا خبرا قبل أيام عن لقاءات بين قيادات إخوانية يمنية ومصرية.. وكشفنا في "روزاليوسف" عن اجتماع عقده مهدي عاكف في استراحة في العين السخنة حول هذا الموضوع.. ولفت نظرنا الطريقة التي تتعامل بها الجماعة مع ما يحدث في اليمن.. تأثرًا بالأجندة الإيرانية.. وها هو بيان الإخوان الموجه إلي السعودية يؤكد أن الجماعة في هذا الاتجاه (مسيرة).. ولديها من يحركها. وما يجري في اليمن ثم في السعودية لا يمكن أن يمرره مراقب.. المسألة أكثر من مجرد صراع في بعض الجبال.. قد يستهدف انفصال جزء من اليمن.. كما أنه أكبر من صراع بين سنة الأغلبية في اليمن.. وحوثيين شيعيين.. المخطط أوسع.. وهو كله يندرج تحت بند تصدير الثورة والتوتر من قبل إيران إلي عديد من الدول العربية.. لكي تبقي ضعيفة.. منكفئة علي نفسها.. أو تطلب نفوذ إيران.. أو ترتضي به.. لحظة تقسيم النفوذ. عبدالله بن بجاد العتيبي، كاتب في جريدة الاتحاد الإماراتية كتب أمس الأول تحت عنوان (السعودية وخناجر الولي الفقيه) ما يشير إلي أن السيناريو مقروء في كل أنحاء العالم العربي.. قال إن خنجر إيران في العراق من خلال تنظيم القاعدة وتأليب الشيعة.. وفي لبنان من خلال حزب الله.. وفي فلسطين عبر تابعتها حماس.. وقد حاولت أن يكون لها خنجر في مصر من خلال خلية حزب الله.. ها هي في اليمن وعبر الحوثيين في السعودية. أضاف: لقد دخل الحرس الثوري الإيراني إلي باكستان وتم ضبط عناصره.. فإيران لا تعترف بحدود دولة وسيادتها علي أرضها. انتهي اقتباسي منه. وأضيف إليه أن الغارة الأمريكية علي قوافل تهريب السلاح في صحراء شرق السودان أعطت دليلاً جديدًا علي الوجود العابث لإيران في السودان. والمعني بالإجمال أننا أمام مؤامرة غير خفية. وإذا كان من الواجب أن نعضد السعودية.. ونساندها في موقفها مما يجري وحمايتها لأرضها.. وقد أجري الرئيس مبارك اتصالاً مع الملك عبدالله في هذا الخصوص.. إذا كان الأمر كذلك فإن ما لم يكن مدهشا هو بيان الإخوان.. وإذا كنت قد قلت في البداية إن الجماعة قد جنت.. فإنني أعود وأقول إن الجماعة أصبحت ضالعة في مخطط كبير.. تتبع فيه إيران.. وتؤمر بأمرها.. وتتلقي تعليماتها منها.. بغض النظر عن أن تلك دولة شيعية وهذه جماعة سنية. إن إيران لا تملك أن تفعل في مصر ما تفعل في اليمن. كما أنها فشلت في أن تدفع إلي أرضنا خلية من حزب الله لكي تمارس عبثها. وأعتقد أن الفكرة المتطورة من طهران هي أن تحول جماعة الإخوان إلي أداة في يدها .. داخل مصر.. تنظيم لم تؤسسه.. لكنها تؤجره مفروشا.. عقد طويل الأجل. الموقع الإليكتروني www.abkamal.net البريد الإليكتروني [email protected]