في محاولة جديدة لاستثمار دعمها له في مواجهة بعض الحركات الاحتجاجية طالب الوفد أحزاب المعارضة الرئيسية في الاجتماع الذي عقده مع التجمع والناصري والجبهة الديمقراطية قبل يومين بضرورة أن يعلنوا وجهة نظرهم في برنامج الوفد الجديد ومبادرته التي طرحها بهدف البحث عن مؤيدين سواء داخل الوسط السياسي أو داخل المثقفين. وأرجأت قيادات أحزاب المعارضة إبداء رأيها في المبادرة التي تقوم علي المطالبة بنظام برلماني وتعديل الدستور لحين عقد اجتماع آخر بعد أسابيع يضعون فيه تصورهم لضمانات نزاهة الانتخابات البرلمانية في "2010" بالإضافة لرؤيتهم في تعديل بعض مواد الدستور كل علي حدة. يأتي هذا بالتزامن مع سعي محمود أباظة لترويج مبادرته من خلال صحيفة الحزب ويبحث عن بعض الوسائل الإعلامية للترويج للفكرة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية.. بدليل أن التحرك الوفدي لم يبدأ إلا بعد ظهورها بعد توقف دام ما يقرب من العام. وأعطي محمود أباظة تعليمات للجان الوفد بالمحافظات للترويج للبرنامج وسط قوي المعارضة للتغلب علي المنافسة الحادثة بين الحركات الجديدة لاستقطاب أحزاب المعارضة للعمل معها. وفي ذات الوقت بدأ حزب الوفد بالهجوم المباشر علي الحزب الوطني وقياداته قبل مؤتمره السادس وبعده في إطار حملته التي تستهدف الترويج لفكرته متقمصًا دور الدفاع عن الفلاح الذي أعلن الوطني مساندته له في المؤتمر حيث نشرت صحيفته موضوعًا تحت عنوان "أحوال الفلاحين طين" مصحوبًا معه شعار الوطني في المؤتمر "من أجلك أنت". وقال ياسين تاج الدين نائب رئيس الحزب إن خوض حزبه للمبادرة التي تتضمن ثوابت الوفد ومبادئه وأفكاره يستهدف خلق نوع من التوافق مع قوي المعارضة للبحث عن آليات للتنفيذ رافضًا انضمام الوفد لأي من الحركات الجديدة التي عاودت الاتصال بالوفد قائلاً: لا يوجد حزب سياسي ينضم لحركة سياسية لأن الأحزاب تعمل دائمًا عبر القنوات الشرعية. وأضاف تاج الدين أن الوفد يستهدف من خلال الحوار مع المعارضة الاتفاق حول المطالبة باستخدام اسلوب القائمة النسبية غير المشروطة واستخدام الرقم القومي في الانتخابات، متابعًا: سنطالب بعودة الإشراف القضائي لأن المجتمع المدني لا يمكن أن يكون بديلاً لمراقبة العملية الانتخابي.. والاشراف الدولي قد يصدم الشعور القومي لدي المصريين. وحول الضجيج المستمر حول الانتخابات الرئاسية قال إن مؤسسات الحزب لم تتخذ أي قرارات في هذا السياق.. ومن السابق لأوانه تحقيق هذا الأمر! ومن جانبه قال المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد: ليس من الضروري أن يكون مرشح الوفد للرئاسة من داخل الحزب الآن، الأهم بالنسبة لنا الكفاءة ولا يمكن استبعاد رفض محمود أباظة مسألة خوض الانتخابات لأننا سبق أن خضنا تجربة مشابهة مع نعمان جمعة. وأكد الطويل أن الوفد لم يعرض علي محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسألة الانضمام للوفد قائلاً: "كل ما يحدث مجرد كلام عبر وسائل الإعلام .. وتكهنات دخوله الوفد تأتي لأن جذوره وفدية.. وإذا كان البرادعي يتحدث في الإعلام عن أن خوض الانتخابات سيكون من خلال ضمانات نزاهتها.. فمن أين سنأتي له بهذه الضمانات؟!" وأوضح الرئيس الشرفي للوفد أن مبادرة حزبه وغيرها من المبادرات السياسية لن تجد شعبية بين الرأي العام لأنها لن تقتصر إلا علي النخبة، مفسراً وصول صوت الحركات الاحتجاجية للشارع بأنها تستخدم الضجيج ولها صوت أعلي في الهتاف بعكس الأحزاب المحصورة داخل مقراتها. وتساءل فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب: كيف سيرشح نفسه والمادة 76 تمنع ترشيح المستقلين إلا بشروط صعبة.. وليس منطقياً أن ينضم لأي من الأحزاب الحالية لأنه مازال يشغل موقعًا عامًا. واتهم سامي بلح السكرتير المساعد الصحف المستقلة بتعمد الترويج لبعض الحركات غير الشرعية علي حساب الأحزاب الشرعية بشكل لافت وغير معروف الأسباب، كما أنها تطرح أفكارًا غير منطقية بشأن ترشيح عناصر لا علاقة لها بالعمل السياسي والحزبي في إطار الترويج لها". وأوضح بلح أن هذه الأسماء مثل د. البرادعي وغيره غير معروفة لدي النخبة ولا يعرفها الرأي العام لأنه لم يحتك بها من خلال الشارع السياسي. واتهم بلح أيضاً هذه الصحف بمحاولة الإساءة للأحزاب موضحاً أن ترويجها لترشيح كادر من خارج الوفد باسمه يستهدف التقليل من شأن حزب عريق لديه كوادر تمثل صفًا ثانيا وثالثًا وإذا رشح الوفد كادرًا من خارج سينطبق علي ذلك عبارة واحدة وهي "فضيحة"!