مع استمرار ردود أفعال قداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية تجاه الأنبا يؤانس سكرتيره الخاص لازال يتجاهل ما يقوم به الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس الذي أخذ ينفي كل ما يصرح به البابا بشكل واضح وصريح، مما يثير تساؤلات كثيرة تجاه هذا الموقف بعينه. ولقد أشرنا في العدد السابق إلي موقف واضح لهذا التضارب الصريح بين تصريحات البابا وبيشوي، ففي الوقت الذي أكد بيشوي وجود غزو انجيلي للكنيسة الأرثوذكسية خلال مؤتمر تثبيت العقيدة نفي البابا هذا الكلام من خلال حواره مع جابر القرموطي علي قناة ON.T.V، حيث أكد أنه لا يوجد ما يسمي بالغزو وأن من يقول ذلك هو متوهم.. وقال حول وجود c.d يزعم تحول الاقباط إلي انجيلين خلال مائة عام هيروحوا فين الكلام ده خيال في خيال. وكانت النقطة الثانية هو ما صرح به بيشوي حول القس مكاري يونان كاهن الكنيسة المرقسية القديمة بكلوت بك والقمص سمعان إبراهيم كاهن دير القديس سمعان الخراز بالمقطم والذي وصفه بأنه وكر للغزو الانجيلي وهو أيضا ما نفاه قداسة البابا أثناء اجتماع لجنة البر وأكد أنه كان يشاهد اجتماعًا للقس مكاري ورأي أنه يتكلم كلامًا جيدًا وليس به أي خروج عن العقيدة وهذا ما صرح به القس مكاري يونان بنفسه في حوار له مع موقع الأقباط متحدون، حيث أكد أن البابا وجه له سؤالا في عظة الأربعاء في اجتماعات الصلاة التي تحدث فيها زغاريد وتصفيق وهو شيء غير معترف به في الكنيسة الأرثوذكسية وكذلك هذا لا يحدث في اجتماعات القس مكاري وهي اجتماعات تذاع علي قنوات فضائية ممكن لأي مشاهد أن يتأكد بنفسه. ورد قداسة البابا أنا عارف الحاجات ديه بتتعمل فين وسنحاسبهم قريبا جدا. ويكمل مكاري إنه في يوم الخميس أثناء انعقاد لجنة البر والتي يحضرها عدد من الآباء الكهنة والأساقفة ومجموعة سيدات أي حوالي 100 فرد قاموا بسؤال البابا عن نفس الموضوع فأكد لهم أنه خاص بكنيستين، فسألوه بشكل مباشر عن الكنيسة المرقسية والقس مكاري يونان فرد عليهم إنه كان يشاهد اجتماعا لابونا مكاري وأبونا مكاري يتكلم كلاما جيدا وليس به أي خروج عن العقيدة. ومن سوء حظ الأنبا بيشوي أن القس مكاري أكد أن الأنبا مكسيموس اتصل به بعد الاجتماع ليبلغه برسالة قداسة البابا عنه وترك له رسالة مسجلة علي الموبايل بمضمون ما حدث، إذن هذا رأي قداسة البابا في القس مكاري وهو معلن وواضح ومسجل، أما عن رأي الأنبا بيشوي فيه فهو مسجل أيضا في مؤتمر تثبيت العقيدة، حيث حذر الحاضرين قائلا: أنا بحذركم من مكاري يونان.. وأكمل قائلا عيب علي العمة والجلابية اللي لابسها وأضاف قائلا الذئب وقع هاتو السكين، ومما لا شك فيه أن هذا الأسلوب في حد ذاته لا يليق بأسقف في مؤتمر يناقش العقيدة وهي العمود الذي تقوم عليه الكنيسة، فإذا كان هذا هو أسلوب المدافع عن العقيدة بالكنيسة فكيف نثق في قرارته، خاصة أن رأيه نفاه بوضوح قداسة البابا، فهل يثق الشعب القبطي في آراء قداسة البابا أم في آراء الأنبا بيشوي؟!، وإذا كان الأنبا بيشوي يري أن القس مكاري مخالف للعقيدة ويحذر الناس منه، كيف لا يري هذا البابا شنودة راعي الرعاة وأب الآباء؟. ولم يقف الأنبا بيشوي عند هذا الحد فعندما سألوه إذا كان هذا هو رأي نيافتك فيه؛ فلماذا اعطيته القمصية وهي درجة ورتبة كهنوتية أعلي من القسيسية أكد لهم أنه لم يحصل عليها، وإنما فقط لأن شيخ كبير في السن فيظن البعض أنه قمص! ويعلق القس مكاري علي هذه النقطة قائلاً: الناس احترمت شيبتي وقالت لي يا قمص وإنت قلت في حقي كلام مخجل ومش من أسلوب روحاني ثم توجه إليه رسالة قائلاً: لو كنا عاوزين نحافظ علي كنسيتنا لا بالشتائم ولا بالتقبيح، كنسيتنا مليئة بالجواهر ونستطيع أن نعرض جواهرنا بالروحانيات. ويؤكد مكاري أن المشكلة الكبري أنه عندما اتصلت بجريدة المصري اليوم التي نشرت كلاما عن محاكمتي لمراجعتهم فيما نشروه أكدوا إنهم يمتلكون تسجيلا بصوت صاحب الكلام لما حدث بمؤتمر العقيدة والذي قيل فيه هذا الكلام، وأضاف إننا الذين نعطي المبرر للناس لكي تهاجمنا، ويؤكد أنا اللي فتحت بيتي وأسراري أنا اللي هاجمت أولادي واديتهم المستندات والتسجيلات، ده كلام بالصوت، إحنا اللي بنجيبه لنفسنا. إذن هناك موقفان واضحان ضد بعضهما لبعض فهناك رئيس الكنيسة وقائدها قداسة البابا شنودة الثالث والآخر لسكرتير المجمع المقدس الذي انشغل عن الدفاع عن الكنيسة وأصبح مهتما فقط بنسج المكائد والخطط لإزالة كل من يصبح له شعبية غيره، وإنما أخشي أن الذي سيأتي عليه الدور هو قداسة البابا شخصيًا خاصة أنه أصبح لا يُهتم بتصريحاته التي تنفي ما يقول وهو فعل إن دل يدل علي ثقة شديدة جدًا وغير آبه أو مكترث بتصريحات راعي رعاة الكنيسة ولكن السؤال الأكثر خطورة لماذا لم يتخذ البابا موقفًا منه أو من تصريحاته إلي الآن وإلي متي سيظل يتحكم بيشوي في مقاليد الأمور بهذا الشكل دون رادع له، ففي البداية كانت الحجة أنه يفعل ما يمليه عليه البابا، فماذا سيقول الآن وهو يفعل كل ما ينفيه البابا بنفسه!