عكس كل مؤتمر صحفي لجمال مبارك أمين السياسات في المؤتمرات السنوية للحزب، كان سؤال الترشيح للرئاسة الأكثر إلحاحا عن كل عام، حيث تكرر أكثر من 8 مرات من حوالي عشرين خلال ساعة كانت مدة المؤتمر وتعددت صيغ السؤال ومنطوقاته في محاولة من سائليه لنيل إجابة أو تفصيلة جديدة من جمال مبارك الذي كان حريصا علي أن تكون الإجابة واحدة، بتأكيده أن عملية انتقال السلطة في مصر تحكمها أطر دستورية وقانونية وهذا الحديث سابق لأوانه فلدي الحزب استحقاقان مهمان هما انتخابات التجديد النصفي للشوري ثم الشعب، موضحاً أن عدم إعلان مرشح الوطني للرئاسة ليس غريبا فلم يعلن أي حزب حتي الآن عن مرشحه. وكان هناك رضا كبير من المشاركين في المؤتمر وضح في أحاديثهم داخل الكواليس لإجابة جمال مبارك علي سؤال فضائية الجزيرة والذي استتبعه أمين السياسات بقوله للمراسل حسين عبدالغني كل سنة وأنت طيب.. نفسي مرة في سؤال في الاقتصاد أو في التنمية الاجتماعية غير سؤال كل عام عن الترشيح لكن يبدو أن هذا ليس موجوداً علي أجندة الجزيرة، ورفض جمال مبارك طلب عبدالغني بأن يطرح سؤالين قائلا له المعاملة بالمثل فكل الصحفيين طرحوا سؤالا واحداً وشدد له علي أنه لا يتحدث إلا بصراحة عندما طلب الرد بصراحة علي سؤاله، والذي لم يختلف عن كل عام سوي في الصياغة المبدئية بقوله إن الرئيس مبارك قال في كلمته إنه يشجع القيادات الشابة في الحزب فهل هذا مؤشر لترشيحك في الانتخابات الرئاسية وما رأيك في اقتراح هيكل بتشكيل مجلس أمناء للدولة؟! وقال جمال مبارك: لو بذلت مجهوداً قليلا ودخلت في تفاصيل كل خطب الرئيس لوجدته يتحدث دائما عن الفكر الجديد والشباب فهو من طالب بالدفع بهم وفتح الباب لهم وللمرأة ويتابع ذلك، والغريب أن الناس تقول الشيء ونقيضه فقبل ذلك كانوا يقولون إن الوطني ليس به شباب، وعندما بدأ يتحرك للاستعانة بالشباب للمستقبل قالوا إن الحزب يتصارع داخلياً! ورفض ما قاله عبدالغني نقلا عن البعض بأنه أعظم مواجهة في مصر، قائلا: نشيلها من المضبطة! وأضاف: لن أرد علي الاسئلة الافتراضية، وقال لمراسل الجزيرة: إنك تحاول التسلل لنفس السؤال الذي تكرره منذ سنوات وتحاول صياغته منذ 6 شهور ماضية، ولسنا مطالبين في الحزب بأن نقدم مرشحنا قبل عامين من الانتخابات الرئاسية، وعلي الناس ألا تتحاور في هذا الموضوع المهم ولا أقلل من شأنه لكن لدينا تحديات أسبق! وتكرر السؤال من مراسل قناة الحرة ولكن بصيغة مختلفة عندما طلب تعليقه علي تردد اسماء مثل البرادعي وزويل وعمرو موسي للترشح للانتخابات الرئاسية، فقال له هذه افتراضات لا أستطيع أن أنفيها أو أؤكدها ولا أعلق عليها، بينما أكد لمراسلة قناة العربية عندما سألته عن حالة القلق من انتقال السلطة في مصر أن البعض بالفعل يشعر بهذا القلق لكن لدينا ضمانات دستورية وقانونية كافية ومحددة والبعض الآخر يجد أن الأمر غير مقلق بالمرة، وعندما سأله مراسل صحيفة الحياة اللندنية عن استبعاد أن يكون مرشح الرئاسة عسكرياً وتصريحات بعض قيادات الحزب في هذا الإطار، أكد أن الإجراءات القانونية والدستورية حاكمة ليس في هذه القضية فقط بل في كل القضايا! فيما رحب جمال مبارك بالمناظرات السياسية مع الأحزاب الأخري في أي مكان استعداداً للانتخابات البرلمانية المقبلة، وأكد أن الوطني منفتح علي المجتمع ونلتقي الشباب ولدينا مساحات علي الإنترنت للتحاور معهم ومع الأوساط الطلابية فالتقيت منذ أيام مع طلاب جامعة جنوبالوادي، ونجلس مع المواطنين، وشدد علي أنه يتحدث كحزب لا يشخصن الأمور، مشيراً إلي أن رموز الحزب سبق أن شاركوا في مثل هذه المناظرات حول رؤيتنا ورؤية الآخرين للمستقبل! وأكد جمال مبارك بقوة أن الرئيس مبارك ومن ورائه الحزب الوطني يفخر بكل زعماء مصر السابقين، وقال: إن المقالة التي أشار إليها صحفي الأسبوع في سؤاله لم يقرأها واعتذر عن ذلك لأنها كانت في صحيفة الحزب، لكنه أكد أنها لا تعبر عن موقف الحزب، وأضاف تعليقاً عن اقتراح تشكيل مجلس أمناء للدولة أن كل واحد حر في رأيه والمجتمع مفتوح والجدل مستمر للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهذا إيجابي بسبب الزخم السياسي الذي نعيشه في السنوات الأخيرة، والاقتراحات واردة لكن لا جدال في احترام الدستور والقوانين وكانت إجابته مشابهة عندما رد باللغة الإنجليزية لمراسل رويترز مؤكدا له أن جمال مبارك واحد من أعضاء الوطني، عندما طلب منه الإجابة عن نفس السؤال، وليس مميزاً عن غيره وكل قائد في مكانه وعليه مسئوليات. وفي رده علي سؤال روزاليوسف حول إن كان الوطني أطلق حملته الانتخابية للانتخابات البرلمانية مبكراً رغم الهجوم المباشر عليها في المؤتمر السابق والهجوم الجديد علي الجماعة المحظورة في هذا المؤتمر قال جمال مبارك: إن الحزب لن يكون متلقياً للهجوم فقط بل يشتبك بالمعني السياسي مع كل القوي السياسية ولن نكون في موقع الدفاع، فلدينا الثقة في المبادرة وهذا سجال مشروع وليس مطلوباً من الحزب أن يقف صامتاً! وعن ضمان عدم خروج المرشحين عن الالتزام الحزبي في الانتخابات البرلمانية سأله مراسل صحيفة الشرق الأوسط فقال: إن هناك تطوراً جاداً في الممارسة الفعلية واللائحية داخل الحزب، ولدينا رصيد من التجربة التنظيمية والالتزام الحزبي ومستمرون في تلافي مشاكل انتخابات 2005 ومنها تفتيت الأصوات بالتنافس بين مرشحي الحزب علي مقعد واحد يخسرنا إياه، فيما قال إن الحزب أعد أوراق السياسات بعد استطلاعات رأي الناس وكوادره وهي كثيرة لنا حزب الأغلبية وملتزمون بها، وندير حوارات حولها من أقصي الجنوب لأقصي الشمال في القري والنجوع، وأضاف: برنامج الألف قرية يتمتع بمرونة لنضيف إليه، ويستفيد من الاعتمادات المالية الإضافية الجديدة والتي ستعجل بمراحله الأخري. ورفض أمين السياسات ما قيل حول أي تغيير في أولويات أجندة السياسات من الإصلاح السياسي للتنمية الاجتماعية، وأوضح أن حضوره للجان المتخصصة لا يشكل هذه الأجندة، فقيادات الحزب كانوا يقودون الاجتماعات الأخري، ومنها الاجتماع القوي الذي كان في لجنة حقوق الإنسان الذي ترأسه د.زكريا عزمي، وكان هناك حوار امتد في اجتماع لجنة التنمية الزراعية وهذا صحي ونشجعه. ورفض جمال مبارك أيضا الرد حول مؤشرات التغيير الوزاري وقال: إن هذا خارج اختصاصي، ونتعاون مع الوزراء في إطار البرامج المعلنة، مؤكداً أن حساب متابعة الإنجاز يكون عسيراً في الحزب، وأضاف إن أي نظرة موضوعية تقول إن الحكومة تتمتع بكفاءة عالية في تعاملها مع الأزمات التي لم يشهدها العالم منذ عام 29! وقال إن الاهتمام المركز بالفلاح لا ينفي أن العامل في صلب اهتماماتنا هو الآخر، ونهتم بالحفاظ علي حقوقه وتحسين دخله. وأضاف: إن هناك حواراً موسعاً حول الصورة الجديدة للملكية الشعبية خلال الأسابيع المقبلة.