قال د. كمال حبيب الباحث في شئون الجماعات الإسلامية والقيادي الجهادي السابق إن الأزمة الأخيرة التي نشبت بين قيادات مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين الصراع الذي يدور بين عناصرها بانتظام والذي طالما أنكرت الجماعة وجوده و جعل قدرة الجماعة علي امتصاص الصدمات التي توجه إليها من الداخل أو الخارج علي المحك. كيف قرأت واقعة استقالة المرشد خاصة أنها الأولي التي تتعرض لها الجماعة منذ فترة؟ - الجماعة تعرضت لازمات ضخمة بهذا الشكل في تاريخها أكثر من مرة، فبعد مقتل مؤسسها حسن البنا بقيت بدون مرشد لمدة ثلاث سنوات، كما مرت بأزمات أخري كبيرة عامي 1954 و1965 ولكن من خلال قراءتي للجماعة فان لها قدرة عجيبة علي امتصاص الصدمات سواء من داخلها أو من الخارج. ذلك راجع إلي طبيعة أفكار أم لقدرات تنظيمية؟ - الجماعة لديها قدر من الاتساع في الأفكار والاتجاهات وعدم تحديد الأهداف بشكل واضح وبالتالي تسع أفكاراً متنوعة وأجيالاً مختلفة ورؤي متضاربة أحيانا فبها سلفيون ومتصوفة وراغبون في العمل السياسي وراغبو عمل دعوي. أليس هذا التنوع باعثا علي الصراع؟ - هذا التنوع الجيلي في وعاء فضفاض فقهيا وفكريا إضافة إلي عدم وضوح الهدف يسمح لها بقدر من الانتقال من موقع إلي آخر فقهيا وسياسيا حسب ظروف المرحلة والمتغيرات المحيطة. ماذا قرأت بين سطور أزمة الاستقالة ؟ - استقالة المرشد وغضبه يدل علي أن قدرة الجماعة علي امتصاص الأزمات والتوحد أصبحت علي المحك مع نمو تيارين مختلفين يعبران عن صراع جيلي، فالمجموعة القطبية التي تربت داخل السجون لها رؤية لطبيعة الجماعة ودورها تختلف تماما عن رؤية الفريق الآخر الإصلاحي الذي تربي علي يد المرشد السابق عمر التلمساني وعمل في الجامعة في فترة السبعينيات مثل عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان وغيرهما .. هذا الصراع كانوا يقولون انه غير موجود الآن الأمور افتضحت وبدا الأمر جليا أمام الجميع. هل كان تصعيد العريان وحده سبب الأزمة؟ - بالطبع لا.. لان الجماعة أصبحت أمام مجموعة أسئلة وجودية متصلة بشكل الجماعة ودورها وهل هي جماعة شاملة كما هي الآن أم أن لها ادواراً مختلفة يجب أن تقوم بها في إطار من تقسيم العمل من خلال تأسيس حزب سياسي وعمل هيئات وأنشطة متنوعة. وهل يمثل العريان وأبو الفتوح تيارا أم أنهما ضمن مجموعة أفراد لهم أفكار مختلفة؟ - لا هو تيار إصلاحي تجديدي وهي ظاهرة عامة في كافة التيارات الإسلامية ..هو تيار وله أنصاره في المحافظات وينتمي إليه عدد من المدونين وغيرهم، لكن يبدو انه لا يملك الأدوات التي تمكنه من فرض مشروعه داخل الجماعة. إلي أي مدي أثرت الأزمة الأخيرة علي صورة القيادة لدي قواعدها وعلي صورة الجماعة في الشارع؟ - بالطبع هذه الأزمة ستؤثر علي صورة الجماعة ولكن بقدر غير كبير فهي دائما ما تروج لصورة الجماعة المستضعفة من قبل الدولة وتنجح في ذلك في ظل الملاحقات الأمنية لعناصرها كما أن القواعد لا تصدق ما يقال في الإعلام غير ذلك الذي تؤكده أو تنفيه القيادات. كيف يؤثر الحادث علي علاقة الجماعة بالتنظيمات الأخري في الخارج؟ - لا أعتقد أن هناك تنظيماً دولياً للجماعة بالمعني المعروف وإنما رابطة فكرية وتنسيق مواقف وبالتالي فان الأمر لن يتأثر كثيرا في ظل وجود خلافات وانقسامات بين إخوان الجزائر وبين إخوان الأردن. تعلل الجميع باللائحة في هذه الواقعة فهل تطبق اللائحة بالفعل مثلا ام أنها أمام الإعلام فقط؟ - الجماعة تقدم نفسها علي أنها تسير وفق قواعد ولوائح داخلية خاصة في ظل تعرضها لانتقادات من نوعية انها جماعة غير قانونية وإنها لا تلتزم بقانون في وقائع مثل بيعة المقابر وغيرها. ومن تري أنه المرشد المقبل للجماعة ؟ - في ظل الوضع الحالي وتولي محمد حبيب إدارة الجماعة اعتقد أن فرصه في تولي المنصب أصبحت هي الأكبر. جري الحديث عن انتخابات مبكرة هل تري ذلك صحيحا؟ - الجماعة تقليدية ولم يعرف عنها ذلك فهي غير قادرة علي اتخاذ قرار مثل هذا.