تلقيت الرسالة التالية من قارئ عزيز اسمه عادل محمد عمره 32 سنة ويدرس الطب في الزقازيق: "بداية أحب أن أوضح كم أنا معجب بكلماتك ومتابع لها من فترة طويلة، من التسعينيات، منذ أن بدأت أقرأ وأتابع السياسة وأشتري مجلة "روز اليوسف" وأنا أتابع حملات حضرتك المتعددة علي كل ما هو سيء في المجتمع.. وقلمك المستقل وأعجب أكثر بلقاءات حضرتك في برنامج "حالة حوار" مع الإعلامي الدكتور عمرو عبدالسميع.. ولكن لي اعتراضاً بسيطاً وأرجو أن تتقبله مني بصدر رحب". "أستاذي العزيز.. في الفترة الأخيرة وخصوصا حملة المجلة علي النقاب. من حق كل كاتب أن يعبر عن رأيه ولكن بأسلوب يبتعد عن الإساءة للغير فأنت من علمتنا احترام الآخر حتي ولو كان عدوا وهؤلاء النسوة لم يرتقين إلي منزلة العدو فهن أهلنا من طين هذا البلد الطيب ومن ثمرة ترابه. نحترمه ولا نسيء إليه، لا نصفه بالأشباح ولا نصفه بالفحم المتحجر كما كتبت في المجلة". "تعلمنا منك أننا عندما يكون لدينا الحجة نتكلم في الأشياء المثبتة دون نسب أي شيء غير صحيح إلي نبي الرحمة أو إلي الصحابة، وهكذا نصل إلي الحق كما تعودنا في معارك حضرتك مع الجماعة المحظورة خلال الفترة الأخيرة وأعجب جداً بثقافة حضرتك وبطريقة تعبيرك.. ولكن نحن كشباب في مقتبل العمر ندرك أكثر ممن هو قد تزوج ومر بمرحلة الشباب في فترة من الفترات واقع هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن. "المرأة تتحجب أو تنتقب خوفاً عليها وليس إذلالاً لها.. ومن واقع معرفتي الشديدة بالأمور فإن القرار دوماً ما يكون نابعاً من داخل المرأة أو الفتاة وليس مفروضاً عليها.. علمتنا أستاذي احترام الآخر وعدم فرض آرائنا عليه نحاول أن نقنعه بما نراه قد يكون صواباً ولكن لا نجبره علي اتباعه.. وإن كان الأولي بنا أن نحاول نصيحة الفتيات اللاتي يرتدين الملابس المثيرة أكثر من أن نهاجم ونسيء لمن أرادت أن تزيد قليلاً من جانب الالتزام والتدين". "أعلم حضرتك جيداً من كتاباتك وأتابعها جيداً وعودتني سيدي علي أن نتخذ الأسلوب السليم المبني علي الأدلة لا علي رأي قد يخطيء أو يصيب.. وفي أثناء ذلك لا نسيء لأحد ولا نجرح إحساسه.. أنا أكتب القصص والروايات وأهوي الشعر ومنفتح علي كل ما هو عصري.. ولكن ليس من حقي أبداً أن أملي ما أريد علي غيري وأطالبه بأن يفعله فإن لم يكن النقاب مفروضاً علي أحد.. فما أعلمه أنه ليس محرماً.. وبالتالي فهو يخضع لنقطة الاختيار الشخصي "ثقتي الكبيرة في سيادتكم هي ما دفعتني إلي محاولة إبداء وجهة نظري.. حفظك الله وأدام عليك الصحة". انتهت الرسالة.. وقد تلقيتها علي بريدي في موقع "الفيس بوك".. وإذ أشكر القارئ العزيز علي ثقته وتقديره.. متمنياً له دوام الصحة بدوري.. فإنني أريد أن أوضح النقاط التالية: - بدأت مناقشة موضوع النقاب بالرد علي مسألة العري هذه.. التي يصورها البعض علي أنها أصبحت ظاهرة.. أنا ريفي ومتدين وفق ما أعتقد.. ولا أدعو إلي الابتذال.. ولكن هناك فرقاً بيِّناً شاسعاً بين التدين والالتزام وبين التطرف.. الذين قتلوا السادات كانوا يعتقدون أنهم أكثر تديناً من غيرهم. - كيف يمكن أن نقبل وصف غير المحجبات وغير المنتقبات بأنهن غير ملتزمات.. بل في بعض الأحيان يوصفن بغير ذلك.. إذا رفض القارئ الصديق وصف المنتقبات بأنهن متطرفات.. - ليست هناك حدة.. وليس هناك تعالٍ علي حق الأخريات في الحرية.. ولكن إذا كان من حق البعض أن يدعو للنقاب فإن من حقنا ألا ندعو له وفق نفس قاعدة الحرية.. وغطاؤنا في هذا أن المحكمة الدستورية قالت إن ارتداءه في المدارس والجامعات ليس حرية شخصية وعلماء الدين قالوا إنه ليس عبادة. - قال لنا شيخ الأزهر: التلميذة المنتقبة تظن أنها مختلفة عن زميلتها غير المنتقبة.. وعن مدرستها غير المننقبة.. هذا وضع فيه تمييز.. وأقول من جانبي إن هذا الوضع يؤدي إلي تغيير في الملامح الخارجية للشخصية المصرية الوسطية. - في مقابل تلك الرسالة.. وقد وصلني منها غيرها.. تصلني عشرات من الرسائل التي تثني علي منهج "روزاليوسف" (جريدة ومجلة) في مسألة النقاب. الموقع الإليكتروني: www.abkamal.net البريد الإليكتروني: ten.lamakba@kba