تعلن دار" كريستي" للمزادات علي موقعها الإلكتروني عن مزاد قادم يوم الثلاثاء المقبل للآثار والفنون القديمة.. ومن بين مجموعة الآثار المعروضة ويبلغ عددها 192 قطعة هناك 46 أثراً مصرياً من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية .. تلك القطع تتباين ما بين تماثيل صغيرة " أوشابتي" ولوحات جنائزية وقطع نسيج قبطية وفاطمية وحليات ذهبية تعود للعصر البطلمي منها خاتم ذهبي للإمبراطور بطليموس التاسع يقدر المتخصصون في الآثار القديمة في الدار سعره بحوالي 100 ألف دولار. . كريستي لندن هي فرع لأخطبوط مزادات عملاق تمتد أذرعه لتشمل استراليا ودبي وأمريكا وسويسرا وفرنسا وهونج كونج.. واذا ما اتسعت الدائرة فإن صالات المزادات الأخري في العالم لاتعد ولاتحصي وهناك محلات بيع التحف والأنتيكات التي لاتعلن عن نفسها علي نطاق عالمي والمنتشرة في المدن الأوروبية والأمريكية ولانعرف عنها شيئا، وعامل الجذب الرئيسي بالنسبة لها هي كنوز الحضارات القديمة. . والحضارة الفرعونية هي المطمع لعشاق التحف والأنتيكات ولايتواني أي فرد عن أن يدفع مبالغ طائلة في سبيل الفوز بقطعة أثرية فرعونية. وعلي سبيل المثال فإن أي زائر لمدينة مونتريال الكندية واحيائها القديمة، مثل شارعي التحف وصالات الأنتيكات نوتردام وشيربروك، يدرك للوهلة الأولي أن" الدجاجة التي تبيض ذهباً " في هذه الأماكن هي آثارنا وأن أغلب أصحابها من منطقة الشرق الأوسط أو لهم علاقات وطيدة بالمنطقة. . علامات استفهام عديدة تتشابك وتلتف حول عقولنا.. كيف خرجت هذه القطع ومن المسئول وكيف مرت من أجهزة وأعين رجال الجمارك في مطاراتنا وموانينا؟ وكيف نرصد هذا النزيف لآثارنا وكيف نوقف هذا الاستنزاف المتواصل لكنوزنا حتي ليخيل للمرء أننا قد نصحو يوماً لنجد تمثال أبو الهول معروضا في مزاد علي الإنترنت؟ ولماذا الصمت بينما الصين تشن حرباً شعواء - قانونية وإعلامية - علي الدار منذ فبراير الماضي لوقف بيع تمثالين برونزين لرأسي أرنب وفأر من المجموعة الخاصة لمصمم الأزياء إيف سان لوران رغم أنه اشتراهما بطرق مشروعة!