حصلت روزاليوسف علي حيثيات حكم سجن المخرج السينمائي نور الدين محمود والمتهم بقتل زوجته الهولندية انتيا كارولين في مشاجرة بينهما لرفضها تعاطيه المواد الكحولية. قالت المحكمة في حيثياتها أنها اطمأنت إلي ما جاء في التحقيقات بأن المتهم نورالدين متعطل عن العمل من نحو عام سابق علي تاريخ ارتكاب الواقعة ويحتسي الخمور بكثرة وأنه متزوج من المجني عليها بعقد زواج عرفي بعد أن تعرف عليها عن طريق شبكة الإنترنت وتوطدت علاقاتهما وحضرت إلي القاهرة وتزوجت منه وكانت دائماً تحاول تقويم سلوكه وتمنعه من احتساء الخمور وبتاريخ 6 أكتوبر 2008 الساعة 7 صباحاً استيقظ المتهم من نومه وخرج لشراء بعض الطعام وعند عودته إلي مسكنه شعرت به المجني عليها واستيقظت من نومها. وتوجهت ناحية المطبح فشاهدت إحدي زجاجات مشروب كحولي "فودكا" نقص ما بها من شراب فأيقنت أن المتهم تعاطاها وحدثت بينهما مشادة كلامية فأنكر المتهم شرب الخمر وظلت تلاحقه بالأسئلة ولم تصدقه في أنه لم يتعاطاها واتجهت نحوه واقتربت منه لشم رائحة فمه للتأكد فثارت حفيظة المتهم وتحركت فيه كوامن الغضب وشعر بجرح كبريائه فعقد العزم علي قتلها وازهاق روحها والخلاص منها فاستل سلاحاً أبيض وقام بطعنها عدة طعنات في أماكن متفرقة من جسمها وهي عارية فسقطت غارقة في دمائها وفارقت الحياة مرددة باللغة الإنجليزية "لماذا؟" وتأكيداً لنيته في قتلها وازهاق روحها ألقي فوق جسدها مقعدا خشبيا كان موجودا بالمطبخ ثم سكب عليها السائل الكحولي ثم اشعل النيران وامتد الحريق من المقعد لجسدها ثم أغلق الباب عليها وغادر المسكن وأكدت التحريات صحة الواقعة وأوضح تقرير الصفة التشريحية أن الوفاة نتيجة للإصابة الطعنية بالجسم وقد اعترف المتهم بارتكابه الواقعة وأنه كان يتعاطي المواد الكحولية كما قام المتهم بإجراء المعاينة التصويرية أمام النيابة واستندت المحكمة أيضا إلي أقوال الدكتور محمد طارق زكي أخصائي الطب النفسي بمستشفي العباسية ورئيس اللجنة الثلاثية المشكلة لفحص حالة المتهم العقلية والنفسية وقت ارتكاب الجريمة ومدي مسئوليته عنها وأكد التقرير أنه سليم عقلياً وسليم الإدراك والتمييز ويعد مسئولاً عما يسند إليه. وثبت من تقرير مستشفي العباسية للصحة النفسية أن المتهم هادئ ومتعاون ومتوسط الاهتمام بمظهره ونظافته وكلامه مترابط ومناسب للأسئلة ومتفاعل وجدانيا ولا يوجد لديه اضطراب يشل التفكير ولا هوس والانتباه والتركيز لديه سليم فهو يحدد الزمان والمكان والأشخاص وقادر علي التمييز والحكم علي الأمور وأن حدود الذكاء الفائق والاختبارات الشخصية اظهرت أنه انطوائي ويميل للكذب وتبين أنه لا يعاني أي مرض عقلي وهو قادر علي الإدراك والتمييز والحكم علي الأمور ويعد مسئولاً عن التهمة المنسوبة إليه وهو عكس ما أثاره دفاع المتهم من أن المتهم يعاني من حالة نفسية وحالة اضطراب بالإضافة لسؤال المتهم في التحقيقات عما إذا كان قد احتسي مواد كحولية وقت ارتكاب الجريمة فأجاب: "أنا لم أكن شارب وكنت في كامل وعيي". وعما أثاره دفاع المتهم بإنعدام القصد الجنائي في جريمة القتل فإن هذا الدفع في غير محله فإن حالات الإثارة والاستفزاز لا تنفي نية القتل وأن قصد القتل أمر خفي لا يدرك إلا بالحس الظاهري وأنه لا تناقض بين قيام هذه النية لدي الجاني وكونه قد ارتكب جريمته تحت تأثير أي من هذه الحالات وأنه من المقرر أن تتوافر نية القتل إثر مشادة كلامية بالإضافة لبعض الأسئلة الثابتة بالتحقيقات ومنها متي نويت تحديداً استخدام الأداة السكين التي كانت موجودة بمكان الواقعة فأجاب المتهم من كثرة ضغطها علي بالأسئلة وتصميمها أني شربت خمرة وعدم ثقتها في وقربها مني لكي تشم الرائحة في فمي فشعرت أنها لازم تسكت بأي طريقة فوجدت السكين أمامي فأمسكت بها وطعنتها. الأمر الذي يستقر معه في يقين المحكمة أن المتهم قتل المجني عليها عمداً وأصدرت حكمها برئاسة المستشار نبيل عبدالمجيد وعضوية المستشارين فتحي الكردي ومحمود أبوالعيون وأمانة سر هشام حافظ وأحمد الهادي.