كشفت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية بي سي جي وهي شركة عالمية للاستشارات الإدارية وأكبر مستشار في مجال الاستراتيجيات المتعلقة بالشركات في العالم أن مصارف الشرق الأوسط في حاجة إلي خمسة مجالات أساسية لانعاش واستعادة نشاطها من جديد تتمثل في إبقاء المخاطر تحت السيطرة، الكفاءة، زيادة قوة المبيعات، محاولة تحقيق الربح، وانتقاء عمليات الاستحواذ طالما كانت الأسعار منخفضة. واشارت الدراسة إلي أن مصاريف الشرق الأوسط زادت من مخصصات خسائر القروض زيادة كبيرة تجاوزت سبعة مليارات دولار حتي منتصف العام الجاري، مرجحة أن يبقي مستوي مخصصات تغطية خسائر القروض مرتفعًا خلال الفترة المتبقية من العام بسبب تأثير الأزمة المالية علي الاقتصاد الحقيقي، سواء كان ذلك في قطاع الشركات أم قطاع الأفراد منخفضة، مبينة أن مصارف الشرق الأوسط زادت من مخصصات خسائر القروض LLPS زيادة كبيرة غالبا ما تجاوزت معدل النمو السنوي الذي وصلت نسبته إلي 100٪ خلال السنوات الأربع الماضية، حيث وصلت عدة بنوك إلي ذروتها في النصف الأول من عام 2009، بعدأن وصل مجمل هذه المخصصات في المصارف ال25 الكبري إلي نحو سبعة مليارات دولار. وبينت الدراسة أن معدل نمو العائدات المصرفية في الشرق الأوسط تباطأ في النصف الأول من عام 2009، ففي حين لا يزال معدل النمو الإجمالي لهذه العائدات إيجابيًا، استمرت أرباح المصارف في التراجع إلي أقل مما كانت عليه في عام 2005 كنتيجة للحجم الكبير المخصص لتغطية خسائر القروض، إلا أن الدراسة كشفت أن أداء المصارف في هذه المنطقة لا يزال أفضل من نظرائها من المصارف الدولية. واظهرت الدراسة بأن عائدات الخدمات المصرفية الشخصية عانت من ركود في النصف الأول من عام 2009، في حين انخفضت أرباح الخدمات المصرفية الشخصية انخفاضًا أقل من إجمالي الأرباح المصرفية ولهذا فقد كانت الخدمات المصرفية الشخصية عامل استقرار فيما يخص تطور إيرادات مصارف الشرق الأوسط وأرباحها وهذا ما كان الحل عليه في جميع أنحاء العالم أيضًا.