عبر مسارين متلازمين تمسكت مصر الرسمية بثوابتها المبدئية ودورها الأهم إقليميا حيال قضيتي السلام الفلسطيني الاسرائيلي واتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية. فالدبلوماسية المصرية وبقيادة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط كانت علي موعد جديد لمتابعة فصول محاولات الانطلاق الجديد لمفاوضات السلام، إذ التقي رأس الدبلوماسية المصرية أمس بالمبعوث الامريكي للشرق الأوسط جورج ميتشيل في لقاء دام نحو 90 دقيقة، خرج بعدها أبوالغيط ليصرح بأن ميتشيل لايزال يسعي لاعداد المسرح لانطلاق المفاوضات غير أنه لم يصل بعد إلي حل مناسب ومرضٍ للطرفين يفضي إلي تحقيق ذلك، أبوالغيط كان حذرا في تفاؤله حينما قال إنه يشك كثيرا في قرب بدء المفاوضات غير أنه أكد أن فرصة السلام لم تضع بعد. ميتشيل القادم إلي القاهرة من تل أبيب والعائد إليها بعد لقاء أبوالغيط رهن في تصريحات عقب اللقاء إمكانية إقامة الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية جنبا الي جنب باستئناف المفاوضات أولا و بما يمكن أن تحققه من تفاهمات من شأنها احلال السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وزير الخارجة المصري ألمح أيضا عقب اللقاء الي امكانية تأجيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية المقرر له 25 أكتوبر الجاري، قائلا: هم يرغبون في التأجيل لبعض الوقت وربما لعدة أسابيع. وفي شأن المصالحة الفلسطينية أيضا باعتبارها هما مصريا أصيلا قدمت القاهرة لوفد حركة حماس مقترحا جديدا يحافظ علي لائحة وثيقة المصالحة ودون تغيير في البنود الأساسية للورقة المصرية المعدة سلفا. وأوضح مصدر فلسطيني قريب من مباحثات الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة مع وفد حماس أن المقترح الجديد يتعلق بالمرجعية السياسية في الفترة الانتقالية التي ستعقب توقيع الاتفاق الي حين عقد الانتخابات المقررة في النصف الاول من العام المقبل، وهو الاقتراح الذي تدرسه حماس حاليا، لكن ميعاد الجلسة الختامية للحوار مازال محل تضارب.