حفل دور ال 16 لبطولة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة بمفاجآت من العيار الثقيل تسببت في اصابة الجماهير بالدهشة لتؤكد الساحرة المستديرة أنها مجنونة و لا تعترف بالأسماء وإنما بالعرق والجهد داخل الملعب . وكانت أبرز المفاجآت في أول أيام ثُمن النهائي خروج المنتخب الإسباني الذي كان مرشحا بقوة لاحراز اللقب علي يد الطليان الذي صعد كأحسن ثوالث كما أطاح منتخب كوريا الجنوبية بمنتخب الباراجواي . فقد استسلم المنتخب الإسباني لإرادة الإيطاليين وواقعيتهم، رغم أنه بسط سيطرة مطلقة علي مجريات مباراة الكلاسيكو الأوربي، ومن المؤكد أن أبناء المدرب لويس ميا سيتحسرون طويلا علي تضييع فرصة كانت في متناولهم، لا سيما وأن فريقهم كان يعتبر أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب العالمي في أرض الكنانة. والأمر نفسه ينطبق علي نجوم باراجواي الذين خيبوا آمال جماهيرهم بالسقوط أمام منتخب كوري طموح، بعدما كانت كل التوقعات تصب في صالح ممثل أمريكا الجنوبية الذي أبهر كل المتتبعين بأدائه الساحر خلال مباريات الدور الأول . ولم تقتصر المفاجآت علي اليوم الأول في مباريات ثُمن النهائي حيث فجر منتخب كوستاريكا في المرحلة الثانية أكبر مفاجأة ضمن البطولة حينما أحرج أصحاب الأرض علي أرضهم وأمام جمهورهم الذي أصيب بخيبة أمل كبيرة وهو يغادر مدرجات ملعب القاهرة الدولي، فقد قلب نجوم التيكوس كل التوقعات وضربوا بقوة أمام منتخب الفراعنة، محققين فوزاً تاريخياً بهدفين دون رد، ليحجزوا بذلك بطاقة المرور إلي دور الثمانية . وفي المقابل، لم يسقط الغانيون في فخ الغرور أمام منتخب جنوب أفريقيا، الذي أبلي البلاء الحسن رغم توقف مسيرته في محطة ثمن النهائي. فقد فاز منتخب النجوم السمراء علي بافانا في الوقت الإضافي لينعش آماله في التنافس علي اللقب الغالي . أما كلاسيكو أوربا الشرقية، فقد احتكم فيه الفريقان إلي الضربات الترجيحية التي منحت الفوز للمجريين علي حساب منتخب التشيك، ليكون ساندور إيجيرفاري أول مدرب يقود المجر إلي دور الثمانية في تاريخ مشاركاتها في بطولات الفيفا منذ نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة الصين 1985 . لحظات لا تنسي لم تكن المفاجآت هي البطل الوحيد في مباريات دور ال 16 حيث شهدت تلك المرحلة لحظات لا تنسي شهدتها جماهير الاسماعيلية . فقد أبهر لاعب جنوب أفريقيا كل المتابعين بحركاته الأكروباتية معبراً عن فرحته بافتتاح النتيجة أمام غانا، حيث استدار حول نفسه في الهواء عدة مرات وسط تصفيقات الجماهير. لكن فرحة دومينيك أدياه لم تضاهها فرحة. فبعد تسجيله الهدف الثاني في مرمي بافانا بافانا، ركض النجم الغاني بسرعة صاروخية نحو المدرجات ليهدي التأهل إلي زميله محمد ربيعو، الذي غاب عن الموقعة بسبب الإيقاف. علي جانب آخر كانت مباراة إسبانيا وإيطاليا علي موعد مع لحظة تاريخية حيث عاش الحارس الإسباني "سيرجيو أسينخو" لحظات مليئة بالتوتر والجنون، خاصة في الدقيقة 77 عندما توجب عليه الخروج من عرينه وقطع الكرة من مسافة 30 متراً عن مرماه. وبما أنه تعود علي متابعة الكرة بيديه داخل منطقة الجزاء، فإنه وجد صعوبة في التصدي لها برجله خارج المربع، فقرر الارتماء عليها وإبعادها بضربة رأسية متقنة. صحيح أن التدخل جاء بشكل غريب نوعاً ما، لكنه كان ناجحاً بكل المقاييس . ضربات الرأس سواء تعلق الأمر بإنجاز شخصي أو استغلال خطأ دفاعي، فإن الأهداف بضربات الرأس كانت حاضرة بقوة.. فقد أدت رأسيات أندريه أيس (غانا) وخوسيه مينا (كوستاريكا) ويان فوساليك (جمهورية التشيك) إلي هز شباك الخصوم في مباريات حامية الوطيس ضمن ثمن النهائي، حيث كانت اثنتان منها حاسمة في التأهل إلي دور الثمانية. هارد لاك يا شباب! صحيح أن الإحصائية لن تخفف من هول الفاجعة التي ألمت بالجمهور المصري ولاعبيه بعد خيبة الإقصاء، لكن الأرقام تدعو فعلاً للتأمل. فمن أصل دورات كأس العالم تحت 20 سنة البالغ عددها 17 لم يحرز المنتخب المضيف لقب البطولة إلا في مناسبتين، حيث كان ذلك في نهائيات البرتغال 1991 والأرجنتين 2001 . بين أياد آمنة كان بيتر جولاتشي نجم مباراة المجر وجمهورية التشيك، حيث تألق في صد ثلاث ركلات ترجيحية. ومن المؤكد أن الأداء الباهر لحارس ليفربول الواعد سيشكل دفعة معنوية كبيرة له ولرفاقه من أجل رفع سقف الطموحات في مونديال أرض الكنانة. الإمارات الأمل العربي الوحيد بات منتخب الإمارات الأمل الوحيد للعرب بعد الخروج المهين للمنتخب المصري من البطولة علي يد كوستاريكا بالخسارة بهدفين ليتسبب في صدمة كبيرة للجماهير العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص. وكان المنتخب الإماراتي قد نجح في الصعود الي دور الثمانية علي الرغم من القوة التي ظهر عليها منتخب فنزويلا الا أن الأشقاء العرب استطاعوا أن يتغلبوا علي نظيرهم الفنزويلي بثنائية. ومن المؤكد أن يجد المنتخب الإماراتي مساندة قوية من جانب الجماهير المصرية، خاصة أن جميع مبارياته التي خاضها في الإسكندرية بالدور الأول ذهبت الجماهير المصرية لمؤازرته وشجعته بحرارة. وأكد الأبيض الصغير تصميمه علي الحضور القوي في النسخة الحالية في مصر، فتوج بطلاً لآسيا بفوزه علي نظيره الأوزبكستاني 2/1 في البطولة التي أقيمت في الدمام . إحصائيات أصبحت موقعة غانا وجنوب أفريقيا المباراة رقم 50 في تاريخ البطولة التي يتم فيها تمديد الوقت لخوض شوطين إضافيين. وسبق للغانيين أن مروا بتجربة الوقت الإضافي في ثلاث مناسبات، حيث فازوا علي اليابان (2-1) في ربع نهائي 1997 قبل أن يسقطوا أمام أوروجواي 2-3 في نصف النهائي. أما في دورة 1999 فقد خسروا أمام إسبانيا بركلات الترجيح. وفي المقابل، كانت المباراة هي الأولي من نوعها التي يخوضها نجوم جنوب أفريقيا علي امتداد 120 دقيقة. سجلت إسبانيا 15 هدفا من نقطة الجزاء في مجموع مشاركاتها ، وهو ما يجعل منتخب لاروخا أكثر الفرق استفادة من ركلات الجزاء في تاريخ مونديال الشباب. لكن ذلك لم يمنع آرون نيجيز من التحسر علي تضييع ضربة الجزاء الثانية أمام الحارس الإيطالي فينتشينزو فيوريلو، والتي كلفت منتخب بلاده الإقصاء من البطولة. افتقاد جماهير فنزويلا علي الرغم من افتقاد البطولة للجماهير المصرية الغفيرة بعد خروج الفراعنة الا أن جماهير فنزويلا تركت فراغا كبيرا بعد خروج منتخب بلادها حيث افتقدت المدرجات العديد من التقاليع الرائعة لمشجعي فنزويلا الذين حرصوا علي التواجد في المدرجات بالزي العربي و الفرعوني فضلا عن تواجدهم بأعداد كبيرة. وكانت اللجنة المنظمة لمونديال الشباب التابعة للفيفا ومنسقي الأمن باستاد الانتاج الحربي حذرت من جماهير فنزويلا التي تتواجد في المباريات بأعداد كبيرة وتتسلل الي مناطق ممنوعة علي الجماهير واستطاعت هذه الجماهير الوصول الي المنطقة المختلطة التي لايسمح فيها الا بتواجد الصحفيين مع اللاعبين والاجهزة الفنية للفرق بعد المباريات للحصول علي التعليقات