بالرغم من أن الطريق كان ممهدًا أمام منتخب الشباب لكرة القدم لبلوغ المربع الذهبي بعدم الاصطدام بمنتخبات من العيار الثقيل علي اعتبار أنه في حالة فوزه علي كوستاريكا فإنه كان سيقابل الفائز من منتخب الإمارات وفنزويلا.. وبالرغم من أن بطولة كأس العالم للشباب مقامة علي أرضنا ووسط جمهورنا.. وبالرغم من أن هذا الفريق قد خاص 52 مباراة ودية دولية في معسكرات داخلية وخارجية بلغت قيمتها بأجور ومرتبات ومكافآت 20 مليون جنيه إلا أن منتخب شباب الفراعنة خرج من دور ال16 بالهزيمة أمام كوستاريكا بهدفين مقابل لا شيء وتحطمت علي يد المدير الفني التشيكي ميروسلاف سكوب أحلام الملايين من الشعب المصري وتكررت نفس الأخطاء خلال المباريات الأربع التي خاضها الفريق مع مونديال الشباب والتي أهمها الفردية والمراوغة غير المجدية والاستعراض من جانب اللاعبين أمام الجماهير والأندية التي اخترقت معسكر المنتخب لضمهم إليها عقب البطولة وأحلام اللاعبين الصغار بالشهرة والفلوس وفشل الجهاز الفني في التعامل مع هذه الأمور نفسيا بشكل جيد معهم والفصل بين البطولة وخارجها.. والفصل أيضا بين المباريات وبعضها والاستهانة بالخصم وهو كوستاريكا واعتبار أن الفوز عليه أمر منته ومفروغ منه.. كما فشل الجهاز الفني بقيادة سكوب في إظهار الفريق في شكل خططي وفني جيد أو طريقة لعب في المباريات أو بجمل تكتيكية وإنما اللعب كله بشكل عشوائي بلا تنظيم.. وعجز سكوب ورفيقاه هاني رمزي ومحمد الصيفي في قراءة المباريات أو إدارتها لدرجة أن المدير الفني اعترف بعد مباراته مع باراجواي بأنه يجلس علي الدكة مثل المتفرجين.. حتي التشكيل كان عليه علامات استفهام فبالرغم من تألق أحمد فتحي "بوجي" في لقاء إيطاليا وإحرازه هدفين بعد نزوله أرض الملعب فلم يبدأ سكوب به مباراة كوستاريكا واحتفظ به علي دكة البدلاء ولم يفهم أحد كيف يلعب سكوب في مباراة نسعي فيها لتحقيق الفوز بمهاجم واحد هو محمد طلعت.. المدير الفني الذي افتقد السيطرة علي اللاعبين الذين كانوا يختلفون داخل الملعب حول من يلعب الكرات الثابتة دون تنظيم من جانب الجهاز الفني أو تدخل فماذا كانوا يفعلون طوال 52 مباراة ودية دولية.. كما أثبتت التجربة أن المرحلة السنية من اللاعبين تحتاج إلي مدرب وطني يتحدث نفس لغتهم ليتعامل معهم نفسيا بشكل أفضل وحتي تكون هناك حلقة تواصل بين الطرفين.. وقد قام اللاعبون عقب المباراة وفي غرفة خلع الملابس بالتشابك كلاميا وإلقاء التهم فيما بينهم بينما دخل آخرون في بكاء هستيري.. كما تكررت نفس الأخطاء الدفاعية بالتمركز غير الجيد والسرحان وكان هجوم الفريق سيطرة بلا فاعلية وخطورة بلا أنياب.. ومن المنتظر أن يرحل سكوب عن مصر يوم 30 أكتوبر الجاري حيث ينتهي عقده وسيقوم بتقديم ملف عن أسباب الخسارة والسلبيات والإيجابيات والعقبات التي صادفته خلال توليه المسئولية لمجلس إدارة اتحاد الكرة عقب عودة سمير زاهر رئيس الاتحاد من زامبيا حيث يرافق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في مهمته الصعبة بتصفيات كأس العالم والتي ستقام بعد غد السبت.. ومن جانبه اعترف المدير الفني بأنه يتحمل مسئولية فشل الفريق في عدم استكمال مشواره للبطولة إلا أنه كان هناك سوء حظ كبير وعدم توفيق لازم اللاعبين طوال المباراة والدليل علي ذلك أنهم أضاعوا العديد من الفرص التي أتيحت لهم وكانت كفيلة بإنهاء المباراة لصالحهم.. كما أنه لعب بالتشكيل الأمثل من وجهة نظره الفنية إلا أن الهدف الأول الذي جاء في مرمي علي لطفي أربك حسابات الفريق والمشكلة أنه من كرة ثابتة وهو موقف تكرر للاعبين من قبل وكان أمامنا 90 دقيقة لإحراز هدف لكن لم يحدث.. كما أنه أجري محاولات لتعديل النتيجة من خلال إجراء عدد من التغييرات إلا أن المحاولات لم تفلح.. كما أنه لم يعرف كيف يجعل اللاعبين يراقبون مفاتيح اللعب في المنافس.. وأشار سكوب إلي أنه كان يتمني ملاقاة منتخب أمريكا بدلا من كوستاريكا التي لعبت بنفس طريقة منتخب باراجواي بوجود ستة أو سبعة مدافعين مع الاعتماد علي الهجمة المرتدة السريعة.. وأوضح سكوب أنه بدأ التدريب علي أساليب اللعب مع اللاعبين في وقت متأخر وأنه يجب علي اللاعب المصري أن يتمرن علي النواحي الخططية والتكتيكية من عمر 14 سنة في أنديتهم وهو الشيء الذي افتقدته بحيث يكون اللاعب جاهزًا لمنتخبه في سن ال19 بوعي خططي وتكتيكي عال.. واختتم سكوب كلامه بأنه لم يجد مهاجمًا خلال رحلة بحثه عن اللاعبين بنفس مستوي محمد طلعت ليلعب بجواره وهو ما جعله يلعب بمهاجم واحد في المباراة وكان طلعت قد أثبت كفاءته في هذه المهمة خلال اللقاءات الودية.. كما أن المسألة ليست اللعب بمهاجم واحد أو اثنين لأن أي لاعب في الفريق قادر علي إحراز الأهداف والدليل أن الأهداف التسعة التي أحرزها المنتخب خلال 4 مباريات لم يحرز محمد طلعت منها سوي هدف واحد وأحرز كل من بوجي وشكري وعرفات هدفين وعفروتو هدفًا.. وهذا يؤكد أن المسألة ليست لاعبًا واحدًا أو اثنين.