دخل فضل شاكر وراغب علامة مرحلة جديدة من الصراع الخفي والحرب الباردة التي لا يشعر بها أحد، حيث يستعرض كل منهما عضلاته ونفوذه وما له من علاقات علي الصعيد اللبناني ليوهم الآخر بأنه الأقوي، وللأسف لم يكن الصلح الذي جري بين الطرفين إلا موقفًا ظاهريا أخفي تحته نيران الغل والغضب الدفين، فقد دعا سعد الحريري مجموعة من الشخصيات اللبنانية إلي حفل إفطار كبير في شهر رمضان وكان من بين الحضور راغب علامة، حيث أجلسه بجواره، وقال مخاطبًا ضيوفه إنه تحدث كثيرًا في السياسة وحان الوقت ليغني راغب علامة، وبالفعل غني راغب ليبعث برسالة كيدية إلي فضل شاكر بأنه علي صلة قوية بعائلة الحريري، وأن له من القوة والنفوذ ما لم يتوافر لأي فنان آخر علي الرغم من أنه ينتمي إلي المذهب الشيعي، ومن المعروف أن فضل شاكر وأسرة الحريري ينتمون إلي المذهب السني، أما فضل فيستمد قوته من أسرته التي تضم رموزًا بارزين في أحد التنظيمات السنية المتطرفة وهم الذين يمثلون مصدرًا كبيرًا لقوته وثقته بنفسه، لأنه يرفع جبهته أمام كل من يواجهه محاولاً استعراض عضلاته ونفوذه أيضًا، وقد أثبت المقربون منه أنهم هم السبب في تصريحات فضل الكثيرة التي يؤكد خلالها أن الفن حرام وأنه سيعتزل الغناء لأن الوسط الفني سيئ السمعة، وأنهم هم الذين يلعبون في رأسه لتغيير اتجاهه من الغناء إلي الاكتفاء بدوره كإنسان عادي بدون موهبة ولا يحزنون. أما سبب وجود الخلافات بين فضل شاكر وراغب علامة رغم محاولات الصلح التي عقدتها السيدة بهية الحريري فهي تتمثل في أنهما لم يصلا إلي حالة الصفاء النفسي المطلوب، فراغب يتمسك بضرورة اعتذار فضل له أما فضل شاكر نفسه فرفض أن ينساق لهذه الرغبة، ومن باب تقريب وجهات النظر والالتقاء علي أرض مشتركة، قدم فضل شاكر توضيحًا بسيطًا لراغب علي مضض فلم يستطع راغب أن يرفضه علي الرغم من أنه لم يكن الاعتذار الذي يرضيه، وبدا أمام الجميع أن الصلح قد تم إلا أنهما ما زالا يحملان نفس الحالة من الغضب، وقد قبلا الصلح بعد أن ضغطت بهية الحريري علي راغب وقالت له: هل ترضي بسجن فضل إذا ما افترضنا جدلاً أنك حصلت علي حكم ضده.. فرد راغب بالنفي فقالت إنه نفس الأمر الذي لا يقبله فضل، وهذا يثبت أن كل واحد منهما حريص علي الاحتفاظ بعلاقة طيبة مع جمهور الآخر، وأن السائد في النهاية هو قانون الجمهور، ويبدو أن راغب قد اقتنع بوجهة النظر هذه وتنازل عن القضايا التي رفعها ضد فضل الذي تنازل بدوره عن الدعاوي التي رفعها ضد راغب، ولكن ما لم يكن في الحسبان أن يظل الصراع دفينًا بين الطرفين. الأزمة بدأت عن طريق اللغط السياسي بين راغب وفضل وتحول إلي منافسة فنية شديدة علي الفوز بنصيب الأسد في موسم الحفلات ببيروت، لدرجة أن جمهور كل مطرب منهما كان يتعمد تمزيق بوسترات المطرب الآخر، حتي حدث تطاول بالتصريحات بين فضل شاكر وراغب علامة اندلعت علي أثره خناقات بين أنصار الطرفين، ولم يكن متوقعًا أن تنتهي الأزمة إلا أن الأمور هدأت ظاهريا مع أن الرماد تحته اللهيب. عزيزي راغب علامة: ليست النجومية استعراضًا للعلاقات والنفوذ، إنما هي الرغبة الحقيقية في فتح صفحة جديدة. عزيزي فضل شاكر: الحيرة بين احترافك الغناء وسماع كلام من يحرضونك علي أنه حرام وأن عليك الاعتزال سيوقعك في أزمة قد تكون لها بداية ولكن ليس لها نهاية.