ارتبطت المزادات في جزء من تاريخها علي مدي العصور بتجارة الرقيق والعبيد ورغم الذكريات الأليمة إلا أن الأخبارالتي تتناقلها وكالات الأنباء ويحفل بها فضاء الإنترنت عن مفارقات وطرائف المزادات في عصرنا الحالي تحمل لنا الطريف والغريب ويثير لدينا أحاسيس الدهشة أحياناً والغيرة أحياناً أكبر ولعلنا نتذكر الأم الألمانية التي عرضت للبيع رضيعها علي موقع "إيباي" الإلكتروني للمزادات لمجرد أنه كثير البكاء. وقد تنقل لنا وكالات الأنباء أن احدهم اكتشف أن ماكينة خياطة جدته التي كانت ملقاة بإهمال في مخزن الكراكيب ماهي إلا النسخة الوحيدة الموجودة من خط انتاجها الآن ويبيعها مقابل ثروة طائلة. ومنذ فترة وجيزة، اكتشفت عائلة فرنسية أن قاعدة أحد المصابيح، التي ظلوا يتوارثونها في قصر الأجداد لسنوات طويلة، ليست في الواقع سوي إناء خزفي نادر من طراز مينج ويعود إلي القرن الخامس عشر، وقد جنت العائلة حوالي 2 مليون يورو عندما باعته صالة "سوثبي" في مزاد في باريس. كما ان أحد المحظوظين عثر في مدينة ميونخ الألمانية علي كاميرا اعتبرها الخبراء أسطورة فوق أسطح أحد المنازل وباعها في مزاد عبر الإنترنت بحوالي 800 ألف دولار. وفي ألمانيا عثرت طالبة كانت قد اشترت أريكة من سوق البراغيث في برلين مقابل علي 215 دولارا، علي لوحة زيتية داخلها تعد بكل المقاييس كنزاً، اذ بيعت اللوحة التي اسمها "الاستعداد للهروب إلي مصر" ورسمها رسام ايطالي في الفترة من عام 1605 إلي 1620 بحوالي 28 ألف دولار. والمفاجآت عديدة في هذا الصدد لكن المصيب للحيرة أن عدوي العثور علي كنز في الكراكيب أو بين ما يتركه لنا الأعزاء لا تصيبنا بأي حال من الأحوال.. وربما إذا عثر أحدهم علي شئ ذي قيمة لن يجد اليد التي تساعده مثل خبراء التثمين وصالات المزادات التي لن تستغل جهله بقيمة ما بين يديه.