إذا كان الآباء في العادة هم من يشجعون أبناءهم علي حب الخير والمشاركة مع الآخرين، فإننا الآن في زمن تحولت فيه "المشاركة" إلي أساس في نمو مواقع الإنترنت، مما دفع بمختلف المواقع الكبري منها قبل الصغري علي تشجيع زوارها علي "المشاركة" بمختلف الطرق والأساليب. المشاركة بالنسبة للمواقع وبكل بساطة هي أن تشجع الزوار الذين تعجبهم أي مقالة أو صورة أو فيديو علي وضع رابط لها علي مواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر وغيرهما، مما يعني زيارة عدد الذين يضغطون علي هذا الرابط للاطلاع علي ما نصح به هذا القارئ مما يعني زيادة عدد القراء بشكل كبير. ما لاحظته المواقع أن الناس تثق في الروابط التي ينصح بها الأصدقاء أكثر ما من أن تجد الرابط بالصدفة عبر جوجل، مما يعني أن "المشاركة" قد تتحول إلي منافس حقيقي لمواقع البحث علي الإنترنت، خاصة إذا استمرت بالتوسع السريع الملحوظ حاليا. في السابق كان التركيز علي "أرسل إلي صديق" ولكن هذا كان ينتج رابطا يرسل لشخص واحد، أما الآن فعندما يتم وضع الرابط في فيس بوك مثلا فإن هذا يعني أن مجموعة الأصدقاء كلها ستقرأه، وأنهم هم أيضا قد يضعونه متاحا لأصدقائهم مما يعني توسعا سريعا في عدد الزوار. أحد المواقع الشهيرة علي الإنترنت والمتخصصة في الشائعات حول نجوم هوليوود واسمهPerezHilton.com أعلن أن 15٪ من زواره يأتون عبر روابط موضوعة في فيسبوك، وهذه نسبة عالية ساهمت في نمو الموقع بشكل حول صاحبه بيريز هيلتون إلي نجم في أمريكا، ولهذا قصة لطيفة سأرويها في مقال قادم. هناك شركات متخصصة في مساعدة المواقع علي وضع الأدوات (والتي تصل إلي حوإلي 70 أداة تربطك ب70 موقعًا وخدمة إلكترونية) مع كل مقال أو فيديو بحيث يمكن بضغطة واحدة اختيار ما إذا كان المقال سيذهب إلي فيسبوك أو تويتر أو أي من عشرات المواقع الأخري، وهذه المواقع تقدم خدماتها مجانا مقابل حصولها علي معلومات حول ما يفعله الناس من حيث "المشاركة" (ماذا يشاركون ومن هم؟)، وبيع هذه المعلومات علي الشركات الإعلانية التي تنظر حاليا كيفية الاستفادة من ظاهرة المشاركة من الناحية التجارية. هناك شركات من جهة أخري أعلنت عن أدوات سهلة جدا للاستخدام لإغراء الجمهور علي المشاركة، وبعض هذه الأدوات تتذكر المواقع المفضلة لديك وتضعها لك في الواجهة، بينما تضع مواقع كثيرة هذه الأدوات في أكثر من مكان في المقال وأحيانا مع عبارة تغريك بالمشاركة بطريقة أو أخري. هذا كله لتعليم الناس "حب المشاركة" لأنه أمر مفيد جدا للمواقع، وصار أمرا تقليديا في كبري المواقع مثل نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال وغيرها. المواقع العربية ما زالت في البداية في هذا الموضوع كله، ولكن المسألة كالعادة هي مسألة وقت! [email protected]