سقط المستشار الخضيري في انتخابات نادي الاسكندرية وقبلها سقط في فخ الرغبة في الإيقاع بين السلطة التشريعية والسلطة القضائية.. بما يعنيه من إشعال نار الغضب بين أعضاء الأسرتين التشريعية والقضائية في مواقف ومواقف مضادة.. علي صفحات الجرائد وشاشات البرامج الليلية للفضائيات. فمن موقعه ومكانته كشيخ من شيوخ القضاة فاجأ المستشار الخضيري الجميع بتوجيه إهانة بالغة إلي مجلس الشعب ونواب الشعب.. إهانة نواب الشعب لم تأت علي لسان أحد من قبل علي مر تاريخ المجلس.. حتي من أشد غلاة المعارضين .. داخل المجلس أو خارجه. أهان الخضيري مجلس الشعب ونوابه من جميع التيارات والاتجاهات.. لم يفرق في إهانته بين مؤيد ومعارض ومستقل حين وصف مجلس نواب الأمة المنتخبين بالإرادة الشعبية عن طريق صناديق الانتخابات.. قائلا إن مجلس الشعب مجلس منبطح.. وفي معاجم اللغة العربية وقواميسها معني كلمة منبطح ودلالاتها بما يعطي حجم مساحة الإهانة للسلطة التشريعية ونواب الشعب المنتخبين. وهي الإهانة التي رفضنا في "روزاليوسف" توجيهها إلي مجلس الشعب ونوابه أيا كان مدي اتفاقنا أو خلافنا السياسي مع اتجاهات نواب الشعب وانتماءاتهم لتيارات أو أحزاب وقناعاتهم السياسية سواء مؤيدة أو معارضة.. فالوطن بجميع أطيافه واتجاهاته ممثلا تحت قبة هذا المجلس. كما رفضنا أيضا في "روزاليوسف" إجلالا للقضاء وتقديسا للقضاة.. أن ينزلق شيخ من شيوخ القضاء المصري الشامخ إلي توجيه مثل الإهانة إلي السلطة التشريعية ومجلس الشعب ونواب الشعب. وكان لي شرف التعبير عن هذا الرفض في هذه المساحة من المقال.. وكان لي أيضا شرف التعبير عن رفض مجلس الشعب ورئيسه الدكتور فتحي سرور للإهانة التي وجهها المستشار الخضيري للمجلس ونوابه في حدة وصرامة. وفي الوقت الذي كانت فيه "روزاليوسف" تدافع عن كرامة المجلس ونواب الشعب.. وإجلال القضاء وقدسية القضاة.. ومنع الوقيعة بين السلطة التشريعية والسلطة القضائية.. ذهبت بعض الأقلام في صحف خاصة تصنع من الخضيري بطلا وتدعمه في التمسك بإهانته للسلطة التشريعية بدعاوي حرية الرأي والتعبير. تمسك المستشار الخضيري بإهانته لمجلس الشعب وتماسك في بادئ الأمر لكنه لم يستطع الصمود طويلا تحت ضغط هول وجهه من إهانة إلي السلطة التشريعية حاول أن يخففها ببعض التصريحات فيما بعد. ولكنه في النهاية لم يجد مخرجا إلا في الذهاب إلي رئيس مجلس الشعب د.فتحي سرور إلي حيث يقضي إجازته الصيفية في بيته بالساحل الشمالي لا في مكتبه في مجلس الشعب.. ليتقدم بالاعتذار عما بدر منه في حق السلطة التشريعية ومجلس الشعب ونوابه وأنه ذ المستشار الخضيري- يكن للمجلس ونوابه ورئيسه كل التقدير والاحترام. سقط المستشار الخضيري في الاختبار وقد كان أولي له أن يتقدم باستقالته في هذا الوقت انتصارا لموقفه من مجلس الشعب ورأيه في نوابه حتي ولو أتي في شكل الإهانة.. و لكنه فضل الاعتذار وتأجيل الاستقالة إلي ما قبل خروجه إلي المعاش بتسعة أشهر إلا أيام قليلة. [email protected]