أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأخيرة بشأن قضية كيرستريم عاصفة من الانتقادات في فرنسا. فقد وصف ساركوزي المتورطين في القضية بالمذنبين في مقابلة تلفزيونية، أجريت معه أثناء وجوده في الولاياتالمتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وقمة مجموعة العشرين، وذكر ساركوزي أنه بعد عامين من التحقيقات رأي القضاة المستقلون أنه ينبغي تقديم الجناة أمام محكمة جنائية. مؤكداً انه لن يسحب دعواه نافيا في الوقت ذاته محاولة التأثير علي عدالة القضاء الفرنسي. من جانبه وجه دومونيك دو فيلبان رئيس الوزراء الفرنسي السابق- اتهاما لساركوزي في فيديو عبر موقعه علي شبكة الإنترنت بالتدخل في سياق المحاكمة من خلال وصفه له في مقابلة تلفزيونية بأنه "مذنب"، مؤكداً أن ساركوزي يسيء استخدام سلطاته كرئيس لفرنسا. وكان دوفيلبان قد طلب شهادة ساركوزي في القضية التي يتهم فيها رئيس الوزراء السابق مع خمسة آخرين بمحاولة عرقلة حملة ساركوزي الانتخابية في عام 2007 بمحاولة توريطه في فضيحة فساد بزعم تلقي رشاوي من مبيعات الأسلحة علي الصعيد الدولي، باستخدام قائمة مزورة لحسابات في مؤسسة كليرستريم المالية التي مقرها لوكسمبورج. الا انه وفقاً للدستور الفرنسي لا يستطيع ساركوزي الإدلاء بالشهادة الا بعد انتهاء فترة رئاسته. وشن محامي المتهمين في القضية هجوماً علي ساركوزي لخرقه مبدأ أن المتهم بريء حتي تثبت ادانته. وعلي صعيد منفصل طالب الحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض من قصر الاليزيه بتقديم تفسيرات بعد ان كشفت معلومات نشرت علي احد المواقع علي شبكة الانترنت أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انفق نحو 400 الف يورو في حفل استقبال أقامه في مانهاتن بنيويورك لنحو 4 آلاف فرنسي من المقيمين في الولاياتالمتحدة . وذكرت مجلة "لونوفال اوبزرفاتور" الفرنسية ان النائب عن الحزب الاشتراكي هيرفيه فيرون طالب الرئاسة الفرنسية بتقديم تفسيرات اثر المعلومات التي اشارت إلي قيام الرئيس ساركوزي بانفاق نحو 400 الف يورو من الاموال العامة للدولة الفرنسية في اغراض انتخابية مضيفاً ان انفاق هذا المبلغ الكبير في اغراض انتخابية لكسب اصوات ناخبين فرنسيين.