عبد الحليم البرجيني عبد المنعم، واحد من أهم فناني الرسم الصحفي في الستينيات، اشتهر باسم عبد الحليم البرجيني نسبة إلي بلدته "بروجيا" بمحافظة المنيا، وهو مسمي يعود إلي "برجي الحمام"، من مواليد 1930، كان والده أستاذا في كلية اللغة العربية، لكنه توفي وترك ولده في عمر اثني عشر عاما، ولم يكن يترك للصبي مصدر دخل، فخرج إلي العمل في سن مبكرة، انتقلت بعدها والدته وإخوته للإقامة بالقاهرة، بينما أصر هو علي البقاء والإقامة في حضن قريته الريفية. كان لهذه النشأة أثر إيجابي علي رؤية البرجيني التشكيلية وأعماله الفنية، وهو ما بدا واضحا علي توسيع أفقه ومخيلته، وبعد إنهائه لدراسته الثانوية التحق بكلية الفنون الجميلة، وعمل خلال دراسته بمصلحة الأرصاد الجوية، بدأ من عام 1950 لمدة عامين، إلي أن حصل علي شهادته من كلية الفنون في تخصص الجرافيك عام 1955، استغل إتقانه للغة العربية وعمل لمدة عام كمصحح لغوي بمؤسسة "أخبار اليوم" عام 1951، عندما لم يجد عملا كرسام صحفي، ثم عمل كرسام ومحرر في مجلة "الجيل" التي يتولي تحريرها موسي صبري، بتوصية من الكاتب الكبير علي أمين، وحصل خلال تلك الفترة علي عدة جوائز منها الجائزة الأولي بمسابقة المختار عام 1952حل بعده في الترتيب أحد أساتذته في الكلية، وفي عام 1955 انتقل للعمل باليونسكو وظل يعمل بمكتبها بمدينة "سرس الليان" بالمنوفية لمدة أربعة أعوام، عمل فيها إلي جوار الفنان الكبير جوزيف هولر العميد السابق لكلية الفنون الجميلة بمدية براج التشيكوسلوفاكية، وحصل في عام 1959 علي جائزة المجلس الأعلي للفنون، وعمل في نفس العام بجريدة "الشاب" اليومية. في عام 1961 بدأ فصلا جديدا في حياته المهنية، امتلأ بالرحلات والمغامرات الصحفية بإفريقيا علي مدار تسعة أشهر، في عام 1969 عمل كمستشار فني لجريدة "الأيام" اليومية بالسودان، كان خلاله خير سفير للفنان المصري في القارة الإفريقية، ثم انتقل للعمل كمستشار فني بالقوات المسلحة بأبوظبي منذ 1973 وحتي 1988، حيث عمل هناك لمدة خمسة وعشرين عاما. شارك البرجيني في إخراج اثنين من أفلام الرسوم المتحركة مع الفنان حسن حاكم والفنان مصطفي حسين وهما: "تيتي ورشوان" و"الديناصور والنملة"، كما قدم البرجيني رسوما للأطفال في العديد من الكتب والمجلات، وتم الاسترشاد بأعماله في العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في كلية الفنون الجميلة، مؤكدة إسهامات الفنان في الإعلام المطبوع، كما اعتبر المجلس العلمي الدائم للفنون بجامعة حلوان أن البرجيني يعتبر واحدا من قادة الجيل الثاني أصحاب الإنجازات في تطوير النموذج الطباعي والرسوم والتوضيحية.