هل هناك علاقة بين أزمة زيارة السفير الإسرائيلي شالوم كوهين لمؤسسة الأهرام في ضيافة الدكتورة هالة مصطفي رئيس تحرير مجلة الديمقراطية، والانتخابات علي رئاسة اليونسكو؟! كوهين حاول زيارة الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة المؤسسة منذ أيام سابقة لزيارته لرئيسة تحرير مجلة الديمقراطية بيد أن محاولاته باءت بالفشل تلك المحاولات التي تزامنت مع اشتعال حملة الدعاية المصرية للمرشح المصري الدكتور "فاروق حسني"، فلماذا إصرار كوهين علي زيارة الأهرام أعرق المؤسسات الصحفية المصرية في هذا التوقيت تحديداً؟ ولماذا استقبلته د. هالة الآن رغم علاقاتها القديمة مع السفير الإسرائيلي، فلماذا لم تستضفه قبل ذلك بعدة أشهر أو بعد ذلك التوقيت بأشهر.. من فرض التوقيت ولماذا؟! لن أتطرق إلي شرعية استقبال ممثل للكيان الصهيوني والتطبيع معه من قبل عضو نقابة صحفيين بالمخالفة لقرارات الجمعيات العمومية المتوالية فالمخالفة واضحة للعيان وتستوجب عقوبة رادعة، فمقاطعة المجتمع المدني للعدو الصهيوني فرض عين لشد أزر المفاوض المصري والعربي من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، فليس حقيقيا -في اعتقادي- أن القيادة المصرية ترغب في دفع المجتمع المدني ونخبته المثقفة للتطبيع وما يحدث من تطبيع رسمي بموجب اتفاقية سلام من متطلبات السياسة الدولية.. وليس من مصلحة القيادة السياسية أن تسلك جميع طوائف الشعب نفس المسلك. فمن مصلحة المفاوض أن يشتد ساعد المقاوم، وهنا أتذكر مقولة نقيب النقباء كامل زهيري يرحمه الله المقاوم يشد أزر المفاوض ويقوي من موقفه. كوهين ومن خلفه وأمامه وأجهزة الموساد تعلم جيداً موقف الجماعة الصحفية من التطبيع وبالطبع تتوقع رد الفعل العنيف علي زيارة السفير الإسرائيلي للأهرام حتي ولو كانت الزيارة في ضيافة عامل بالبوفيه، فهل كان مخططًا إظهار ردة فعل النخبة المناهضة للتطبيع للعالم لتعضيد اتهامات إسرائيل لحسني وزير الثقافة والمرشح لمنصب مدير منظمة اليونسكو بمعاداة ما يسمي بالسامية بهدف التأثير السلبي علي التصويت لمرشح مصر؟! إذا كان هذا هدف كوهين وصانعيه، فما مبرر د.هالة هل استعادة الأضواء التي افتقدتها مؤخراً بانتهاك قرارات نقابة الصحفيين؟! التساؤل مشروع فالتعامل مع الصهاينة يجب أن يدرس بعمق ولا تؤخذ تحركاتهم بطريقة التفسير القشري، هل كان المقصود استغلال الأهرام وتحويلها إلي خنجر لطعن الوطن. نجح كيد الأعداء بالألاعيب السياسية والضغوط الدولية لإسقاط مرشح العرب والأفارقة لكن رسوب حسني بنكهة الفوز فكان متقدماً بفارق كبير طيلة الجولات الثلاث الأولي حتي حصل في الجولة الرابعة علي 29 صوتاً ليتعادل مع إيرينا بوكوفا التي لم تحصد في الجولة الأولي سوي 8 أصوات فيما كان حسني 22 صوتاً لكنها التكتلات الغربية!!.. المؤسف أن البعض ممن يطلقون لحناجرهم العنان هاجموا حسني لشخصه متجاهلين المهمة القومية والعربية وأبرزها العمل علي حماية المقدسات الدينية في فلسطين من الحفريات الإسرائيلية التي تغض منظمة اليونسكو عنها الطرف.. وتأييد 29 دولة للمرشح المصري كشف زيف الحديث عن تراجع الدور المصري منها فهاهي السياسة الخارجية المصرية نجحت في حشد الصوت العربي والأفريقي في أشرس حملة انتخابية لليونسكو فهذه رسالة لا يمكن تجاهلها. بعد أسبوع ستعقد لجنة التحقيق بنقابة الصحفيين لنظر اتخاذ إجراء قانوني بحق الزميلة هالة بعد أن قرر مجلس النقابة بالاجماع إحالتها للتحقيق لمخالفة قرارات الجمعيات العمومية، وبات الآن مناقشة قضية التطبيع وحدود الممارسة المهنية أمراً ملحاً وسط مخالفة العديد من الزملاء لحظر التطبيع وحضور لقاءات بالسفارة الإسرائيلية بزعم ممارستهم لدورهم المهني كمحررين للشئون الإسرائيلية، فلابد من مؤتمرات وحلقات نقاشية للوقوف علي الخطوط الفاصلة بين ما هو مهني وما هو مجرم نقابياً.. حتي لا تخترق جماعتنا الصحفية ويوظف زملاء بدون وعي لتحقيق أهداف إسرائيل المغتصبة للأرض العربية.