خلفت الأزمة المالية التي ألقت بظلالها علي سوق السيارات مثله مثل باقي القطاعات المالية والتجارية سوقا سوداء لأسعار عدد كبير من الماركات الموجودة، فبينما اتجه الوكلاء نحو تخفيض التعاقدات مع الشركات الأم إلي أدني درجة ممكنة خوفا علي السيولة الموجودة لديهم واستقراء للسوق التي بدت وكأنها الأكثر تأثرا بالأزمة لجأ عدد من الموزعين الذين انكبوا علي الشراء وتخزين تلك السيارات خلال الأزمة وطلب سيارات من الوكيل لرفع أسعار تلك السيارات في الوقت الحالي الذي ينتظر فيه الوكلاء التعاقدات الجديدة مع الشركات الأم أو إعادة خطوط الإنتاج بمصانع التجميع المحلية إلي طاقتها الفعلية وعدم توافر أعداد من تلك السيارات في الوقت الذي عاودت حركة المبيعات فيه اتجاهها نحو الانتعاش ليرفع الموزعين شعار من يرد سيارته الآن عليه دفع أكثر من سعرها وهو ما أدي لرفع أسعار السيارات التي ظهر عليها طلب استهلاكي في تلك السوق السوداء رغم محاولات الوكلاء وضع برامج ترويجية وحوافز للجمهور طالت السعر ولو بصورة طفيفة حتي تنتهي الغمة ويعكف البعض الآخر حاليا علي إعداد دراسة سوقية لأداء المستهلكين والعوامل المنشطة للمبيعات خوفا من تكرار أزمة المخزون التي مرت عليهم خلال الأشهر الماضية بل ذهبوا إلي ما هو أبعد من خلال استخدام عدد من المواقع المتخصصة في السيارات علي الإنترنت في مقدمتها كونتكت كار ومنتديات السيارات لإعداد استطلاعات رأي حول احتياجات المستهلكين حتي يبنوا علي أساسها الطلبات الجديدة خاصة أنهم قد تعلموا الدرس بعد إحجام المستهلكين عن الشراء وأصيبت حركة المبيعات بالشلل الذي أدي لتراكم السيارات بمخازن الشركات ووصل عددها 40 ألف سيارة من مختلف الفئات والماركات، وما لبثت الشركات وشبكة موزعيها أن أدركوا خطورة ذلك علي حجم رأس المال حتي بدأت التخفيضات التي رغم عدم تواكبها مع الاتجاهات العالمية إلا أنها أدت لتحريك طفيف في المياه الراكدة وما إن انتهي الوكلاء من تصريف المخزون والاطمئنان علي الخروج من الأزمة بأقل الخسائر وسقط من سقط وقاوم من قاوم حتي ظهرت تلك السوق السوداء بقيادة المعارض والموزعون خاصة علي موديلات كيا سيراتو ليرتفع سعرها من 109 آلاف جنيه إلي 115 ألفا و رينو لوجان التي وصلت إلي 70 ألف جنيه وشيفرولية أفيو ولانوس والفيرنا. ويؤكد مصطفي حسين مدير المبيعات بتويوتا مصر ورئيس مجلس معلومات سوق السيارات أن تلك الظاهرة كان متوقعاً لها أن تظهر بعد حالة الارتباك التي سادت السوق خلال الأزمة خاصة أن قوائم الانتظار عادت بقوة في بعض الموديلات التي نجحت الحملات الإعلانية في تحريك جانب الطلب عليها وهو ما يبرر وجود تسليمات علي أنواع من السيارات تتقدمها كيا وسوزوكي وبعض موديلات هيونداي في نهاية العام مع فتح باب الحجز قبل موعد التسليم بعدة أشهر ودخول وساطات لتقديم موعد التسليم وهو ما استغله الموزعون الذين مازال لديهم مخزون من تلك الماركات في أخذ عمولة زيادة عن السعر الفعلي للتسليم الفوري وإنهاء إجراءات السيارة خاصة في مبيعات الكاش، وأضاف أن تلك الظاهرة عمرها قصير داخل السوق ومن المتوقع أن تستمر حتي نهاية العام حيث ستصل تعاقدات الوكلاء ويكون هناك عرض يوازي الطلب فتنتهي تلك السوق. ويوضح خالد سعد مدير مبيعات المجموعة البفارية أن المستهلك نفسه هو الذي خلق تلك السوق ففي بعض الحالات يكون تمسكه بالاستلام الفوري ورغبته في دفع أي مبلغ هو الأساس في الزيادة السعرية مؤكداً أن التعاقدات المالية هي علاقة بين البائع والمشتري إلا أنه في بعض الحالات يتدخل الوكيل لعدم وجود مشاكل تضر الماركة نفسها وسمعتها داخل السوق.